زخم دبلوماسي في عدن.. هزيمة جديدة لإرهاب الحوثي والإخوان
توالت الزيارات الدبلوماسية إلى العاصمة عدن خلال الأيام الماضية والتي تحولت إلى بؤرة لصناعة القرار الدولي بشأن الأزمة اليمنية، ما يعد هزيمة جديدة لقوى الشمال الإرهابية التي حاولت استباق هذا الزخم بتكثيف العمليات الإرهابية ومحاولة ترهيب المجتمع الدولي من الوصول إلى عاصمة الجنوب التي عمدت الشرعية إلى عزلها عن محيطها الإقليمي خلال السنوات الماضية.
استقبل أحمد حامد لملس، محافظ العاصمة عدن، اليوم الاثنين، المبعوث الأمريكي لليمن، تيم ليندركينج، والقائم بأعمال السفير الأمريكي، كاثي ويستلي، والذي وصل إلى عدن مساء اليوم الاثنين، في إطار زيارة للعاصمة بغرض استئناف مشاورات الحل السياسي، بالتزامن مع مغادرة المبعوث الأممي لليمن هانز جروندبرج متجها إلى محافظة تعز.
تلقت قوى الشمال أكثر من هزيمة بقدرة العاصمة عدن على تأمين الوفود الغربية، إذ أن الإصرار الدولي على تجاوز الحوادث الإرهابية برهن على أن أي عراقيل سوف تحاول وضعها تلك القوى على طريق مشاركة الجنوب في مفاوضات السلام المقبلة ستنتهي بالفشل، وأن جرائمها التي ترتكبها ما هي إلا تهديد لن يعوق خطوات الأمم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي نحو ضرورة الضغط على إيران بإرغام مليشياتها نحو السلام.
وفي المقابل فإن هذا الزخم شكَل عامل انتصار جديد للمجلس الانتقالي الجنوبي في وجه تلك القوى بعد أن أثبت قدرته على تجاوز الجرائم الإرهابية بسرعة عبر قرارات أمنية فاعلة استطاعت أن تعيد الانضباط والهدوء بسرعة في العاصمة عدن كلما ذهبت القوى الإرهابية الشمالية باتجاه تنفيذ عمليات من شأنها إرباك الموقف الأمني والسياسي في المحافظات الجنوبية.
وكذلك فإن الانتقالي حقق انتصار مهم على مستوى قدرته إقناع المجتمع الدولي بالإجراءات التأمينية التي أقدم على اتخاذها، وهو ما سيكون له عوامل إيجابية على مدى قناعة الأمم المتحدة والقوى الفاعلة بضرورة وجود دولة الجنوب المستقلة القادرة على وقف إرهاب قوى الشر.
واستمرارا للأدوار الفاعلة للانتقالي على مستوى الحل السياسي، دعا عمرو البيض الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى إيجاد حلول جذرية لمعالجة الأزمة الاقتصادية وتداعياتها الإنسانية.
ولفت في لقائه السفير الهولندي لدى اليمن، بيتر ديرك هوف، اليوم الاثنين، إلى تصدر الملف الإنساني أولويات المجلس الانتقالي الجنوبي لوضع حد للمعاناة في الجنوب، ونوه إلى الاعتداء الجبان لمليشيا الشرعية الإخوانية على معسكر العلم مقر قوات النخبة الشبوانية في محافظة شبوة، بالتزامن مع تصعيد مليشيات الحوثي المدعومة من إيران في مأرب اليمنية.
وطرح على السفير الهولندي جهود المجلس الانتقالي الجنوبي مع التحالف العربي الرامية إلى توحيد الصفوف لمجابهة المليشيات الحوثية الإرهابية، وثمن البيض دور المملكة الهولندية الداعم لحل الصراع والوصول لتسوية تضمن السلام والأمن المستدامين للمنطقة والإقليم.
بدوره، عبر السفير الهولندي عن تطلعه إلى تحسين الوضع الاقتصادي وإنهاء الأزمة الإنسانية الحادة، مشيرا إلى دعم بلاده جهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحقيق السلام المستدام.