رسالة صاروخية من الحوثي للعالم.. لا سلام الآن
اختارت المليشيات الحوثية، "لغة الصواريخ" للتعبير عن رفضها القاطع لأي جهود يبذلها المجتمع الدولي من أجل إحلال السلام وفرض التهدئة ومن ثم إخماد لهيب الحرب.
الأيام القليلة الماضية، شهدت حراكًا دوليًّا كبيرًا، تضمن زيارة من قِبل المبعوث الأممي هانز جروندبرج إلى مدينة المخا، لكن المليشيات آثرت أن تستبق أي جهود تبذل عبر مهاجمة المدينة.
المليشيات الحوثية شنّت اليوم الأربعاء، قصفًا صاروخيًا على مناطق سكنية بمدينة المخا، وذلك بعد ساعات قليلة من وصول المبعوث الأممي هانز جروندبرج إلى المدينة.
وأسقطت المليشيات الحوثية الإرهابية ثلاثة صواريخ بالستية على مناطق مأهولة بالسكان، وهو ما أثار الفزع والهلع، دون أن يعرف حتى الآن ما إذا كان الهجوم الحوثي خلّف ضحايا من عدمه.
وعلى الرغم من أن مباحثات المبعوث الأممي في المخا تناولت الأوضاع الإنسانية والجرائم التي يشنها الحوثيون، أرادت المليشيات إطلاعه بشكل شخصي على أعمالها العدائية.
ولا يبدو أنه أمر من قبيل الصدفة أن تُقدم المليشيات الحوثية على شن هجوم مروع في المدينة بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي، فهي تريد إيصال رسالة شديدة الوضوح إلى المجتمع الدولي بأنها عازمة على التصعيد العسكري.
ميدانيًّا، لا تريد المليشيات الحوثية حلًا سياسيًّا على الأقل في الوقت الحالي، فأيام قليلة ربما تفصلها فقط عن السيطرة على محافظة مأرب، مستفيدة من الانسحابات المتتالية من قبل عناصر الشرعية الإخوانية.
كما أن المليشيات الحوثية أصبح لها موطئ قدم واضح في الجنوب، بالنظر إلى سيطرتها على عدة مديريات بمحافظة شبوة، وتحديد بيحان والعين وعسيلان، ولا تزال شهيتها مفتوحة للتمدد أكثر في الجنوب، من خلال تنسيقها المتواصل مع مليشيا الشرعية الإخوانية.
هذا السيناريو قاد المليشيات الحوثية إلى أن تبعث برسالة مفخخة من قبل المليشيات الحوثية بأنها لن تنخرط في مسار نحو تحقيق السلام في الوقت الحالي.
يفرض هذا الأمر ضرورة ملحة على المجتمع الدولي الذي يتوجب عليه أن يُشهر أسلحة الضغط على المليشيات الحوثية بشتى السبل، بما في ذلك فرض عقوبات جدية على المليشيات ومن ورائها إيران باعتبارها المحرك الرئيسي لإرهاب هذا الفصيل.
في الوقت نفسه، فإنّ تجاهل المجتمع الدولي لهذه الرسالة الحوثية الصريحة أمر يتضمن الكثير من المخاطر على الأوضاع العسكرية، إذ سينظر إلى الأمر باعتباره رخصة يمنحها المجتمع الدولي للمليشيات لإطالة أمد الحرب، ومن ثم تكبيد السكان كلفة شديدة البشاعة تُضاف إلى الأوضاع القاسية التي خلّفتها الحرب.