احذروا غضب الجنوب

الأربعاء 10 نوفمبر 2021 18:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

تظهر المواقف السياسية التي يتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي، أن الاستراتيجية التي يسير بها ترتكن إلى أهداف جوهرية تراعي أبعاد قضيته وتطلعات شعبه ودوره الإقليمي أيضًا.

فعلى مدار عامين، أبدى المجلس الانتقالي كل الالتزام الممكن بمسار اتفاق الرياض؛ تقديرًا لأهميته البالغة فيما يخص ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية وكذا تحسين الأوضاع المعيشية، وفقًا للبنود التي اشتمل عليها الاتفاق الموقع في الخامس من نوفمبر من عام 2019.

على النقيض، أشهرت الشرعية الإخوانية كل أسلحة الخروقات إن كانت أمنيًّا فيما يخص ضرب الجنوب واستدعاء المليشيات الإرهابية إلى أراضيه، أو خدميًّا من خلال إثارة الأزمات المعيشية المروعة التي تخطت كل الخطوط الحمراء وتجاوزت كل ما يمكن تحمله.

هذا الإرهاب المتفاقم ضد الجنوب وشعبه استدعى موقفًا حاسمًا حازمًا من المجلس الانتقالي، الذي أصدر بيانًا ربما تكون لهجته غير مسبوقة في حدتها وتحذيراتها ورسائله المباشرة، والتي تنصب جميعها في خانة واحدة، وهي أنّ الجنوب لا يمكنه بأي حالٍ من الأحوال التزام الصمت إزاء التهديدات التي يتعرض لها ليل نهار من قبل أعدائه.

البيان الصادر عن المجلس الانتقالي لوّح في إحدى نقاطه عن الخروج من حكومة المناصفة، وحذّر من أن صبره لن يطول حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة وسريعة تضمن استكمال مسار اتفاق الرياض.

موقف الانتقالي ليس خروجًا عن الاتفاق كما تحاول الشرعية دس سمومها بترويج هذا التفسير المغلوط، لكنّ الأمر قد يُنظر إليه بأنه رسالةٌ أخيرةٌ تجاه إمكانية ضبط مسار الاتفاق، باعتبار أنّ القيادة الجنوبية لا يمكن أن تلتزم الصمت إزاء ما يتعرض له الجنوب من تهديدات على هذا النحو.

يستدل على ذلك بحجم الشراكة المتينة التي تجمع بين الجنوب والتحالف العربي على مختلف الأصعدة، سواء عسكريًّا فالقوات المسلحة الجنوبية هي الشريك القوي والحليف المثالي في مكافحة الإرهاب بما في ذلك التصدي للمليشيات الحوثية، أو سياسيًّا من خلال عديد المواقف والسياسات التي يقدم عليها المجلس الانتقالي والتي تنخرط جميعها في إطار المشروع القومي العربي الذي يضع أولوية في الوقت الحالي هي حسم الحرب على المليشيات الحوثية، لكنّ هذه الأولوية تعرقلها خيانات الشرعية.