آليات الحوثي العسكرية تدمر البنية التحتية.. وجه آخر لصناعة المأساة

الجمعة 12 نوفمبر 2021 11:30:36
testus -US

صنعت المليشيات الحوثية حالة من التردي المعيشي الحاد في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حاصرت السكان بين قدرٍ هائل من الأعباء، وذلك من خلال إثارة متعمدة للأزمات المعيشية.

إقدام المليشيات الحوثية الإرهابية على صناعة هذه الأعباء مرتبط بقناعتها الكاملة بحجم النفور الشعبي منها، ومن ثم تعمل على إفساح المجال أمام تردي الخدمات بشكل كبير، بما يصنع فوضى مجتمعية كاملة، يتيح لها إحكام قبضتها على الأرض.

ولا تكتفي المليشيات الحوثية الإرهابية بممارسة الإهمال، وقصورها الحاد عن تنفيذ المشروعات الخدمية، لكنّها تتمادى أكثر في العمل على الحيلولة دون تمكين الأهالي من تطوير وضعهم المعيشي، بما يكشف حجم إصرار المليشيات على صناعة هذه الأعباء التي لا يمكن للسكان تحملها بأي حال من الأحوال.

وتولي المليشيات الحوثية اهتمامًا كبيرًا بأن توجه إرهابها نحو تدمير البنية الأساسية في مختلف المرافق سواء مياه أو كهرباء أو طرق وغيرها من القطاعات الحيوية التي تمس الحياة اليومية للمواطنين؛ إدراكًا منها لحجم المخاطر التي تنتاب السكان معيشيًّا من خلال تدمير هذه البنية.

وكان المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد جريسلي، قد حذّر قبل أيام من انهيار البنية الأساسية في البلاد، لكنه أرجع ذلك إلى الصراع والعنف المستمر، دون أن يوجه اتهامًا صريحًا للمليشيات الحوثية الإرهابية.

وقال المسؤول الأممي: "رأيت تدمير المدارس والمصانع والطرق والجسور. رأيت تدمير أنظمة الطاقة، لذا فإن ما جعل اليمن يعمل منذ سبع سنوات في كثير من الحالات لم يعد موجودا".

وترجمةً لهذا الإرهاب الحوثي، فقد عملت عناصر المليشيات في محافظة إب، على إحباط الجهود الأهلية لتعبيد طريق بن عواض في مديرية بعدان، عندما عمد عناصرها إلى السير بآلية عسكرية على الكتل الخرسانية قبل جفافها.

كما هدّد مسلحو المليشيات الحوثية، الأهالي خلال محاولتهم إبعاد السيارة عن الطريق بالسلاح، على الرغم من جمع تكاليف تأهيله بحملات شعبية شارك فيها السكان والمغتربين.

وتتنصل المليشيات الحوثية الإجرامية من مسؤوليتها في تعبيد طريق بن عواض، على الرغم من أهميته للسكان المحيطين في المديرية.

كشفت هذه الواقعة أنّ صناعة الأزمات المعيشية تمثّل أسلوب حياة وسبب بقاء للمليشيات الحوثية، إذ تعتمد على محاصرة السكان بين الأزمات بينما يفاقم من الأعباء بشكل كبير، ويؤزم الوضع المعيشي من أجل صناعة فوضى شاملة في كل القطاعات بما يخدم النفوذ الحوثي بشكل كامل.

ونجحت المليشيات الحوثية، في صناعة هذه الأزمات والأعباء، إذ تقول التقارير الأممية إن أكثر من 21 مليون شخص يحتاجون لمساعدات إنسانية، بمن فيهم أكثر من 11 مليون طفل، في أزمة دائمًا ما تصفها الأمم بأنّها الأكبر على مستوى العالم.

ويعاني السكان بشكل كبير من تردي الخدمات الأساسية، وتدهور الوضع الاقتصادي، كما يُحرمون من الاحتياجات الأساسية، ليس أقلها المياه والكهرباء، وهو ما قوبل بتقديم استغاثات ومناشدات بضرورة تكثيف الجهود الدولية على صعيد العمل الإنساني.