محروقات حضرموت.. الشرعية تلف حبل الأزمات حول رقاب الجنوبيين
تفاقمت حدة الغليان الشعبي في الجنوب، من جرّاء حرب الخدمات التي تصر الشرعية الإخوانية على إشعالها في الجنوب، بما يقود إلى الكثير من التأزيم في الوضع المعيشي للمواطنين.
تحاول الشرعية من خلال حرب الخدمات، إلى إشعال الجنوب بنيران الفوضى الشاملة، بما يقود إلى ضرب الجنوب وقضيته بشكل كامل، وتغييب أي أطر نحو تحقيق الاستقرار الشامل الذي ينشده الجنوبيون باعتبار أنّ هذا الاستقرار يمثّل الخطوة الأولى نحو تمكين القيادة الجنوبية من المضي قدمًا نحو تحقيق المزيد من المكاسب السياسية.
تسعى الشرعية من خلال هذه الممارسات إلى بعثرة الأوراق بشكل كامل، ليظل الجنوب محاصرًا بالأزمات من كل اتجاه، ضمن حرب توصف بأنها تحمل أبعادًا طائفية وتتمثل في عقاب جماعي للمواطنين على هويتهم الجنوبية.
مؤخرًا، تفاقمت حرب الخدمات كثيرًا في محافظة حضرموت التي تعاني من أزمات مرعبة، تتضمّن ارتفاعًا كبيرًا في أسعار السلع الأساسية التي تمس الحياة اليومية للمواطنين، إلى جانب إنقاص متعمّد للسلع، بما يحاصر المواطنين بأعباء مرعبة.
من بين الأسعار التي زادت بشكل غير محتمل هي أسعار المحروقات، حيث قررت شركة النفط هناك عن فرض جرعة جديدة في أسعار المحروقات، وبدأ تنفيذها أمس الخميس.
الشركة حدّدت أن يكون سعر لتر البترول 1200 ريال والديزل 950 ريالا، ما يجعل سعر دبة البترول سعة عشرين لترا 24 ألف ريالا وسعر دبة الديزل 19 ألف ريال.
كثيرًا ما تقدم الشركة على اتخاذ خطوات من شأنها تأزيم الوضع المعيشي على المواطنين، ففي نهاية أكتوبر الماضي تنصلت من مسؤولياتها، وإتاحة المجال للوكلاء للتعامل المباشر مع التجار، والبيع بالسعر الذي يتفقون عليه.
القرارات التي تُقدم الشركة على اتخاذها، أدت إلى انتعاش حركة البيع في السوق السوداء، وسط موجات ضخمة من الأسعار، علمًا بأنّ هذه الخطوات دائمًا ما تثير غضبًا جنوبيًّا عارمًا.
وجاءت الزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات على الرغم من احتجاجات المواطنين خلال الأيام الماضية للمطالبة بخفض أسعار المحروقات، لكن الشركة تواصل تنفيذ تعليمات الشرعية الإخوانية لاستهداف الجنوبيين وتأزيم وضعهم المعيشي.
واستنكر مواطنون في ساحل حضرموت، قرار زيادة أسعار المحروقات، وأشاروا إلى تدهور الوضع الاقتصادي، وانهيار القيمة الشرائية للعملة المحلية، وانهيار الخدمات وتوقف صرف المرتبات.
وقبل أيام، نظّم الاتحاد العام لطلبة جامعة حضرموت وقفات احتجاجية ونظّموا إضرابًا عن الدراسة للمطالبة بوضع حلول ومعالجات لمشاكل ارتفاع أسعار المحروقات.
وضربت الشرعية الإخوانية بهذه المطالب عرض الحائط، وعملت على تغذية الأزمات المعيشية في تجاهل تام للمطالب الشعبية التي تنذر بانفجار شعبي هائل بسبب تفاقم الأعباء على المواطنين.
اللافت أنَّ أزمات المحروقات تتفاقم بشكل ملحوظ في محافظات الجنوب الغنية بالنفط، ما يحمل إشارة واضحة وصريحة بأنّ الشرعية تتعمد إثارة هذه الأزمات المعيشية والحياتية، لخنق الجنوبيين وضربهم بأسلحة غلاء الأسعار المتواصل.