حان وقت الاصطفاف خلف الانتقالي لنصرة قضية الجنوب العادلة
رأي المشهد العربي
يحتاج الجنوب في تلك الأثناء أكثر من أي وقت مضى إلى الاصطفاف السياسي والشعبي خلف المجلس الانتقالي الجنوبي لنصرة القضية العادلة، وذلك بعد أن استطاع أن يقنع المجتمع الدولي بأن هناك طرفًا متماسكًا وقويًا على الأرض يستطيع أن يُنهي احتلال قوى اليمن ويقود لاستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، الأمر الذي وضح من خلال اللقاءات الدبلوماسية الأخيرة التي عقدها الرئيس عيدروس الزُبيدي مع أطراف دولية عديدة.
لعل تأكيد سفير المملكة المتحدة لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، أمس الخميس خلال لقائه الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي على أن "المجلس سيلعب دورا محوريا في العملية السياسية الرامية لإنهاء الصراع في المنطقة"، يبرهن على حجم الثقة الدولية في المجلس، ما يجعل الجنوب أمام فرصة تاريخية يجب اغتنامها بكافة السبل الممكنة، تتطلب اصطفاف كافة الأطراف التي تؤمن بقضية الجنوب وعدالتها، ومشاركتها في دعم جهود التي يبذلها المجلس سياسيًا ودبلوماسيًا وعسكريًا.
وأوضح أن هناك جملة من الأسباب التي تجعل مسألة الاصطفاف خلف المجلس الانتقالي الجنوبي أمرًا مهمًا لا غنى عنه في الوقت الحالي، إذ أنه يحظى بقدرة تنظيمية على مستويات مختلفة جعلته رقمًا لا يمكن تجاوزه في معادلة الحل السياسي، كما أنه الأكثر قدرة على التعامل مع مشكلات أبناء الجنوب بعد أن لعبت قياداته المحلية أدوارًا مهمة في صد حروب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية، إلى جانب قدراته السياسية التي مكنته أن يصبح شركيًا في الحكومة الحالية وطرفًا معترفا به دوليًا كممثل عن قضية الجنوب.
وعلى المستوى الدبلوماسي والعلاقات الخارجية، فإن الانتقالي رسخ علاقاته المتوازنة والجيدة مع القوى الإقليمية العظمى وكذلك مع الدول العربية الفاعلة، وأثبت أنه طرف لديه الإمكانيات التي تمكنه من حماية الأمن القومي العربي من بوابة الجنوب، وقدم تضحيات عديدة في سبيل تحرير محافظات الجنوب من المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، ولعب دورًا محوريًا مع التحالف العربي منذ انطلاق عاصفة الحزم، وبالتالي فإنه يحظى بالثقة اللازمة دوليًا بما يمكنه من قيادة قضية الجنوب إلى بر الآمان، والوصول إلى مرحلة بناء الدولة العصرية الحديثة.
أما على المستوى الداخلي قدم المجلس كل ما يثبت رغبته في توحيد الصف وإنهاء الخلافات والتفرغ لمواجهة قوى الاحتلال اليمني، وطرح العديد من المبادرات التي حاولت قوى محسوبة على الشرعية الإخوانية إفشالها، ومازال يؤدي هذا الدور المهم الذي يظهر واضحًا من خلال سعيه الدؤوب على تنظيم أوراق مقاومة الاحتلال في محافظة شبوة وانفتاحه على كافة الأطراف التي تسعى للتخلص منه.
يمكن القول بأن أي جنوبي لديه انتماء لوطنه ويطمح في استعادة دولته سيكون لديه رغبة في الاصطفاف خلف المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي لقضية شعب الجنوب، في هذه المرحلة المهمة التي يواجه فيها حروب عديدة من أطراف معادية بأشكال وأدوات وأساليب مختلفة.