الشرعية والحوثي يكوّيان السكان بموجات ارتفاع الأسعار
تقاسمت الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية الإرهابية، العمل على تأزيم الوضع المعيشي عبر الدفع نحو انهيار الاقتصاد وتدمير القدرة الشرائية للسكان، على نحو صنع تُوصف بأنها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
نجح هذان الفصيلان في العمل على إحداث انهيار تاريخي في قيمة العملة المحلية، وهو ما أدّى إلى تسجيل ارتفاعات قياسية في أسعار السلع لا سيّما السلع الغذائية التي بلغت حدودًا غير مسبوقة، وافتقد الكثيرون القدرة على توفيرها.
وتعيش قطاعات كبيرة من السكان، بما في ذلك الأطفال والنساء، اعتمادًا على الخبز والماء، وهو ما أدّى إلى تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية المستمرة، وزادت حالات تقزم النمو البدني والعقلي للسكان.
وشهدت الأسابيع الماضية، ارتفاعات كبيرة في إمدادات دقيق القمح وزيت الطهي والفول والسكر بأكثر من 250%، لتبلغ قيمتها أكثر من 60 ألف ريال مقارنة بـ17 ألف ريال في فبراير 2015.
وفي هذه الوزنة، سجلت أسعار الروتي والمواد الغذائية والسلع بشكل عام، ارتفاعًا مجددا في صنعاء ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وعلم "المشهد العربي" من تجار ومواطنين إنّ أسعار الروتي والخبز والمواد الغذائية ارتفعت منذ يومين، حيث ارتفع سعر خبز الروتي من 20 إلى 25 ريالًا، بينما ارتفع سعر كيس الدقيق الى 18000 ريال.
الارتفاع الجديد في أسعار المواد الغذائية كشف وهمية استقرار أسعار صرف العملات الأجنبية في مناطق سيطرة الحوثيين.
لا يختلف الوضع كثيرًا في المناطق التي ينشط فيها نفوذ الشرعية الإخوانية، إذ تتمادى هي الأخرى في صناعة أزمات معيشية قاتمة، تتخللها ارتفاعات مستمرة في أسعار السلع وتحديدًا السلع الغذائية.
الشرعية والمليشيات الحوثية لا تمارسان أي رقابة، وتركتا الأسواق تغرق بين براثن موجات ضخمة من الارتفاعات المتواصلة في الأسعار، حتى تم الزج بملايين السكان بين براثن هذه المعاناة القاسية.
غياب الرقابة كان مصحوبًا بالعمل على تفشي ظاهرة السوق السوداء، إذ تباع فيها السلع بأسعار غير محتملة، وقد وصل الأمر بالكثيرين أن اضطروا لبيع أشياء من ممتلكاتهم البسيطة مقابل شراء أغذية لأسرهم، حسبما كشفت روايات ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي يوثّقون الأهوال والفظائع الناجمة عن الحرب.