الجامعات في زمن الحوثي.. مؤسسات مفخخة تسمِّم العقول
لا تقتصر أضرار الحرب الحوثية القائمة منذ أكثر من سبع سنوات، على كلفة دامية للبشر أو مدمرة للحجر، لكن العقول أيضًا تُحاصرها الألغام إثر الأفكار المسمومة التي تروِّجها المليشيات المدعومة من إيران.
فمنذ أن أشعل الحوثيون الحرب في صيف 2014، أولت المليشيات اهتمامًا كبيرًا بتفخيخ العقول عبر فعاليات طائفية عديدة تستهدف من ورائها المليشيات صناعة أجيال كاملة من صانعي التطرف.
اتبعت المليشيات الحوثية منهجًا طائفيًّا إقصائيًّا تضمّنت غرس معالم الكراهية والتشدد وعدم قبول الآخر، وأن يكون الولاء للمليشيات ومشروعها المتطرف على مدار الوقت لخدمة أجندتها التوسعية.
ركّزت المليشيات الحوثية على جيل الجامعات وهذا راجع إلى كونهم النواة الأول والرعيل الأقرب والأكبر لبناء المجتمعات، ومن أجل إخضاع أكبر عدد منهم عملت المليشيات على مساومة الطلاب، بأن يكون تخرجهم مرهونًا بخدمة أجندة المليشيات وإتباع أفكارها المسمومة.
ولم تعد الجامعات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين مؤسسات لصالح تقديم خدمات تعليمية للطلاب لبناء مستقبلهم، لكنّها تحوَّلت إلى منصات لنشر أفكار المليشيات والترويج لها.
وتنظّم المليشيات الحوثية الكثير من الفعاليات ذات الطابع الطائفي من محاضرات وندوات ومسابقات ودورات تلقين بما يخدم أجندتها التعبوية والعسكرية الساعية لاستقطاب الطلاب من كل المراحل الدراسية.
ودائمًا ما تفرض مليشيا الحوثي الإرهابية محاضرات طائفية على طلاب الجامعات الحكومية والخاصة في صنعاء ومناطق سيطرتها، كما تلزم طلاب جميع المستويات بالانضمام لمحاضرات تتضمن أفكارا طائفية ومذهبية.
ويشترط المحاضرون بالمواد الثقافية في الجامعات الحكومية والخاصة، حضور الطلاب إلى تلك المحاضرات حيث تمنح الدرجات على الحضور ليس على امتحانات المواد الدراسية.
وتقدم المليشيات الحوثية شحنًا طائفيًّا ومذهبيًّا ومحاولة غرس ثقافة الكراهية ضد كل من يخالف أفكار المليشيات الإجرامية ومعتقداتها المتطرفة.
في الوقت نفسه، فإنّ العملية التعليمية غير موضوعة في الأساس ضمن أجندة عمل المليشيات الحوثية، إذ تفتقر الجامعات في نطاق سيطرتها للمعامل والقاعات المناسبة والورش العلمية، كما يحدث استهداف مستمر للأكاديميين الذي يتعرضون لاستهداف متواصل سواء عبر وقف صرف الرواتب أو التضييق والاعتداء عليهم لدفعهم نحو الالتزام بتعليمات وأوامر المليشيات.