الجنوبيون يلبون النداء في شبوة.. تكاتف شعبي في مواجهة أعداء الوطن
كما كان متوقعًا، لبَّى الجنوبيون في محافظة شبوة النداء، احتشدوا في الميدان، تعالت أصواتهم، صدحوا مطالبين بتحرير أرضهم من براثن الإرهاب الحوثي والإخواني.
الغضب الجنوبي انفجر في منطقة الوطأة بمحافظة شبوة، في إطار اللقاء الجماهيري للشيخ عوض بن الوزير.
في هذه الفعالية، طالب الجنوبيون بالتحقيق في تسليم السلطة الإخوانية مديريات بيحان للمليشيات الحوثية، ومحاسبة المتورطين في الفساد بالمحافظة.
المتظاهرون عبّروا عن سخطهم من استغلال سلطة شبوة الإخوانية مقدرات المحافظة لخدمة أجندة التنظيم الإرهابي، مطالبين بإزاحة المحافظ الإخواني المدعو محمد بن عديو عن منصبه.
في الوقت نفسه، شدد المتظاهرون على أهمية لم الشمل وتوحيد الصفوف بين جميع شرائح المجتمع لمواجهة خطر مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، واستنكروا تحويل المشروعات الحكومية إلى هبات لشخصيات بعينها بعيدًا عن المناقصات.
طالب المحتجون كذلك بتحرير المحافظة من مليشيا الحوثي الإرهابية، وأن يتحقق أمنها واستقرارها مع محاربة الفساد المتوغل من قِبل السلطة الإخوانية الإرهابية.
كما دعا المحتجون لإطلاق سراح المختطفين بسجون مليشيا الشرعية الإخوانية، معلنين تشكيل لجان لإنهاء النزاعات الثأرية، ودعوا إلى منح أبناء محافظة شبوة حقها الطبيعي في عوائد النفط والغاز، والإقرار بأولوية شباب شبوة في القبول بالوظيفة العامة.
هبَّة شبوة المفصلية ليست مجرد فعالية غضب بقدر ما يُنظر إليها بداية لانتفاضة عارمة وشاملة لن تقبل بأقل من إزاحة الحوثيين والإخوان بشكل كامل من المحافظة التي تضرّرت كثيرًا من إرهاب هذه المليشيات.
سياسيًّا، عبَّرت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي عن تقديرها الحراك الشعبي في محافظة شبوة، مشيدةً بالرفض الجماهيري لسياسات الاحتلال اليمني وجرائم مليشيا الشرعية الإخوانية.
واستنكرت هيئة الرئاسة، تسخير السلطة الإخوانية المنشآت العسكرية والأمنية لقمع الأبرياء والتنكيل بالمدنيين العُزّل المعارضين لجرائم الاحتلال اليمني.
كما ندَّدت بانتهاكات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في بيحان وعسيلان، وممارساتها الممنهجة لتغيير الشعائر الدينية في شبوة من أجل طمس الهوية الجنوبية ونشر معتقدات طائفية.
هذا الزخم الشعبي تزامن مع تطور سياسي شديد الأهمية وهو وجود الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة السعودية الرياض، استجابة لدعوة من المملكة، في تطورات من المؤكّد أنّها سيكون لها ظلال تنعكس على واقع الجنوب.
الرسالة الأهم من كل هذا الحراك هو أنّ الجنوب ليس بالطرف المستكين أو الضعيف الذي لا حول له ولا قوة، لكنّه قادر على دحر التهديدات التي يتعرض لها على مدار الوقت، وأنّ هناك خطوطًا حمراء لا يمكن الصمت عليها بأي حال من الأحوال.
وعلى الرغم من الزخم في شبوة، سعت الشرعية الإخوانية لذر الرماد على هذه الحقيقة الواقعة، سواء عبر تجاهل الأحداث القائمة على الأرض، أو من خلال ممارسات قمع وإطلاق رسائل تهديد سعت من خلالها لعرقلة تلاحم الجنوبيين ومشاركتهم في فعالية اليوم العاصفة.