إعادة انتشار القوات المشتركة.. خنقٌ للحوثي وإحراجٌ للشرعية

الثلاثاء 16 نوفمبر 2021 14:35:58
testus -US

تتجه الأمور في مناطق الساحل الغربي نحو الحسم الميداني بشكل كبير، بعدما انتهت عمليات إعادة انتشار القوات المشتركة في محافظة الحديدة، بتوجيهات من قيادة التحالف العربي، في خطوة تستهدف ضمان تمتعها بالفاعلية والمرونة.

الخطوة التي نفَّذتها القوات المشتركة تحمل أهمية كبيرة بالنظر إلى أهميتها الاستراتيجية فيما يخص الدفع نحو تحسين أطر مواجهة المليشيات الحوثية، في جبهة عطّلت الشرعية الإخوانية حسمها بشكل كبير.

العميد الركن تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف العربي قال إنّ إعادة تمركز القوات يهدف لمواءمة الاستراتيجية العسكرية، ضمن خطط عسكرية.

وأضاف المتحدث أنَّ عمليات إعادة تموضع القوات اتسمت بالانضباطية والمرونة، بما يتماشى مع الخطط المستقبلية لقوات التحالف.

أهمية الخطوة التي أقدمت عليها القوات المشتركة تستهدف وضع حد لما يمارسه الحوثيون، فالمليشيات المدعومة من إيران ارتكبت أكثر من 30 ألف خرق وانتهاك في الجبهة التي يُفترض أنّها محكومة بهدنة أممية كانت تهدف إلى وقف إطلاق النار.

ويبدو أنّ آثار عملية إعادة الانتشار قد أحدثت أصداءها مبكرًا، إذ بدأت معالم الارتباك تسود بين معسكر المليشيات الحوثية، وبات يُفهَم من تصريحات العسكريين والسياسيين الموالين للمليشيات بأنّ المرحلة المقبلة لن تكون سهلة على الصعيد الميداني.

في الوقت نفسه، فإنّ هذا الأمر يمثّل إحراجًا شديدًا للشرعية الإخوانية التي عطّلت حسم الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما عرقلت إتمام الكثير من العمليات العسكرية التي كان من الممكن أن تضع حدًا لنفوذ الحوثيين في هذه الجبهة المستعرة.

سيحدث هذا الأمر تحديدًا عندما يضيق الخناق على المليشيات الحوثية إثر توجيه ضربات قاسمة إليها، ومن ثم يفتضح أمر الخيانات الشرعية التي مكّنت فصيلًا ضعيفًا من تماهي نفوذه إلى الحد الراهن.

وفيما تهدف خطوة التحالف إلى إجراء تغييرات جذرية في أطر الاستراتيجية العسكرية في مواجهة الحوثيين، فإنّ المليشيات ستجد نفسها قد خسرت المكاسب التي حقّقتها على مدار الفترات الماضية مستفيدة من الخيانات التي مارستها الشرعية الإخوانية.

البرهان على ضعف الحوثيين وأن تماهي نفوذ المليشيات راجع فقط إلى الخيانات التي مارستها الشرعية الإخوانية كان واضحًا في جبهات أخرى أيضًا، فالقوات المسلحة الجنوبية تمكّنت من تحقيق انتصار بطولات ساحقة صعقت المليشيات الحوثية ولقَّنتها هزائم حادة، وهو ما برهن من جانب على قوة جنوبية عسكرية إلى جانب أنّه أثبت أنّ المليشيات طرفٌ يمكن هزيمته.