زخم سياسي في الرياض يضرب أجندة الشرعية في مقتل
جولة دبلوماسية جديدة تجريها الولايات المتحدة التي أرسلت مبعوثها لليمن تيم ليندركينج لزيارة السعودية والبحرين، بالتزامن مع وجود الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في المنطقة.
تشمل جولة ليندركينج زيارة كل من السعودية والبحرين في تحرك قالت واشنطن إنّه يهدف لتنسيق التوجهات بشأن أمن المنطقة.
مباحثات الزيارة ستتناول – حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية – الدفع عملية السلام الشاملة تحت قيادة الأمم المتحدة.
التطورات القائمة تشير إلى مساعي لإيجاد حل سياسي شامل يكون جزءًا رئيسيًّا وفاعلًا منها، ففي هذا الإطار التقى الرئيس الزُبيدي والوفد المرافق له، أمس الثلاثاء، سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن محمد آل جابر.
اتفاق الرياض كان النقطة الأهم في مسار المحادثات، بالنظر إلى أهميته السياسية والعسكرية في حسم الحرب على الحوثيين، حيث اتفق الجانبان على ضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، والتركيز على مجابهة المليشيات المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية.
وفي هذا الإطار، شدَّد آل جابر على حرص المملكة على استكمال جهود تطبيق اتفاق الرياض ودعم جهود الحكومة وتحقيق الأمن والاستقرار، وتخفيف المعاناة عن الأبرياء.
الحراك السياسي المتصاعد في الرياض على هذا النحو، وهذا الزخم الدبلوماسي الملحوظ يعبِّر عن رغبة دولية في العمل على وضع حد للأزمات العاصفة الناجمة عن الحرب الراهنة، وأهمية السير بمسارات مستوية فيما يخص العمل على مكافحة الإرهاب من جانب، مع العمل في الوقت نفسه على تحقيق الاستقرار السياسي.
هذا الزخم الكبير يبقى الخاسر الأكبر منه هو المعسكر الإخواني، فالشرعية لا تريد بالتأكيد أن يكون هناك ضبط لبوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بشكل أو بآخر، باعتبار أنّ حسم الحرب سيكون مدمرًا لأجندتها، لا سيّما أنّ بقاءها في السلطة مرتبط بإطالة أمد الحرب.
يُستدل على ذلك بأنَّ الشرعية الإخوانية كثّفت في الأيام الماضية من وتيرة تنسيقها مع المليشيات الحوثية عبر التوسّع في تسليم المواقع والجبهات للمليشيات وقد حدث ذلك تحديدًا في محافظة شبوة في الأسابيع الماضية.
كما أنّ الشرعية لا تريد أن يكون هناك حراك وزخم سياسي يضع الجنوب كجزء رئيس في إطار الحل الشامل، فقد عملت في الفترات الماضية على محاولة تهميش القضية الجنوبية وسعت بشتى الطرق لإبعاد المجلس الانتقالي عن أي مفاوضات للحل السياسي حتى لا تربح القضية الجنوبية ومساعي الشعب لاستعادة دولته أي مكاسب.
لكنَّ السياسات الحكيمة التي اتبعها المجلس الانتقالي استطاعت إنزال ضربات ساحقة بأجندة الشرعية الإخوانية، وقد نجح المجلس بفضل استراتيجياته المتوازنة والمنضبطة أن يضع الجنوب كطرف رئيسي في إطار الحل السياسي.