تصعيد حوثي ينذر بإفشال مبكر لجهود تحقيق السلام
في كل مرة، يُفتح فيها باب الحديث عن الحل السياسي، سرعان ما تلوِّح المليشيات الحوثية عن وجهها الإرهابي وتعمد إلى بعثرة الأوراق عبر تصعيد عسكري يضيف مزيدًا من العبثية على المشهد المعقد.
فلم تكد تعلن الإدارة الأمريكية ممثلة في وزارة الخارجية، عن جولة دبلوماسية جديدة حتى جاء الرد سريعًا من قِبل المليشيات الحوثية بتصعيد عسكري جديد ضد المملكة العربية السعودية.
وأعلن التحالف العربي، اليوم الأربعاء،ّ أن الدفاعات الجوية السعودية دمرت طائرة مسيرة أطلقتها المليشيات الحوثية باتجاه خميس مشيط في منطقة عسير جنوب غرب المملكة.
الهجوم الحوثي تزامن مع وصول المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، للمملكة العربية السعودية بدء جولة جديدة من المحادثات في زيارة تشمل أيضًا البحرين.
وزارة الخارجية الأمريكية قالت إنَّ ليندركينج سينضم إلى فريق مشترك بين الوكالات لتنسيق مقاربات واسعة حيال الأمن الإقليمي والمخاوف المتعلقة بإيران.
وأضافت أنّ المبعوث الخاص سيلتقي كبار المسؤولين لبحث الجهود المبذولة لدفع عملية سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة في اليمن وتقديم الإغاثة الفورية لليمن.
كما سيناقش ليندركينج، استمرار احتجاز الحوثيين لبعض الموظفين اليمنيين بالسفارة الأمريكية في صنعاء، واختراق الحوثيين لمجمع السفارة.
محاولة الهجوم الحوثي على السعودية بالتزامن مع وجود المبعوث الأمريكي في الرياض هي رسالة واضحة من المليشيات الإرهابية بأنّها غير جادة تجاه أي جهود تبذل على صعيد دولي للدفع نحو تحقيق السلام.
الإصرار الحوثي على هذه الممارسات يستوجب على المجتمع الدولي إتباع سيناريوهات مغايرة بشكل كامل تتضمن ضرورة الضغط على المليشيات الحوثية لإجبارها وإلزامها على الانخراط في مسار لتحقيق السلام.
في الوقت نفسه، لا يعوّل الكثيرون على الجهود الأمريكية بدرجة كبيرة، استنادًا إلى التجارب الماضية التي تعاملت فيها باستراتيجية رخوة بشكل كبير مع المليشيات الحوثية، ليس أقلها في واقعة اقتحام مقر السفارة الأمريكية في تعدٍ على دبلوماسية أكبر دولة على مستوى العالم.
ويخشى الكثيرون من أن كون جهود المجتمع الدولي في هذا الصدد مجرد تحركات هامشية لا تحقق نتائج فاعلة على الأرض، وهو ما ينذر بتعقيد أكثر للأوضاع الإنسانية.