عمت صباحًا يا بن العم.. عبارات غزل تفضح الوئام الحوثي الإخواني
"عمت صباحًا يا بن العم".. عند قراءة هذه العبارة، يُفهم على الفور إنّها موجهة من شخص لآخر يجمعها وئام وحب وتقارب وإخلاص.. وهذا ما يجمع بين الحوثيين والشرعية.
رسالة قصيرة في كلماتها لكنّها كانت قوية الدلالة وشديدة التوثيق، أظهرت حجم التقارب الكبير بين الشرعية والمليشيات الحوثية، ومن التآخي بينهما والذي تمخض عنه تماهي سيطرة المليشيات المدعومة من إيران على أجزاء كبيرة من محافظة شبوة مستفيدة من خيانات الشرعية وتآمرها.
القيادي الحوثي المدعو حسين العزي غازل محافظ شبوة الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو قائلًا له: "عمت صباحًا يا بن العم"، ونشر صورة للإخواني الإرهابي مبتسمًا، وقال: "يدرك جيدا بأنه لا أحد يمكنه أن يضمن صمود هذه الإبتسامة الجميلة سوانا".
هذه الرسالة لخَّصت الكثير من الأمور، وأظهرت حجم التقاطع في المصالح والعلاقات المتقاربة بين الحوثيين والشرعية والآخذة في التصاعد في الفترات الماضية.
وإذا كان الحوثيون قد سيطروا على مساحات كبيرة ومديريات بأكملها من محافظة شبوة، فإنّ مدينون بالفضل لـ"بن عديو" الذي أفرغ لهم الطريق لتتمكن المليشيات من احتلال الأرض، على إثر انسحابات إخوانية أعقبها عمليات تسليم وتسلم مفضوحة.
هذا التآخي الكبير بين الحوثيين والإخوان يدحض بشكل كبير مساعي الشرعية لتحسين صورتها وغسل سمعتها المتسخة بفضائح الخيانة والتآمر، كما أنّه يعكس حجم الأكاذيب التي تسوقها وتروّج لها الشرعية الإخوانية بما فيها بن عديو التي تتضمن إدعاءات بالحرب على الحوثيين.
فالمحافظ الإخواني يظهر في الكثير من اللقاءات والمقابلات الإعلامية يدعي خلالها أنّ نظامهم ملتزم بالحرب على الحوثيين، فلو كان محقًا في الحرب كما يزعم فلِمَا سُلِّمت الأرض ومُنِح للحوثيين.. سؤال يسأل الكثيرون وتجيب عنه الممارسات التآمرية للمليشيات الإخوانية.
يشير ذلك بوضوح إلى أنّ الشرعية الإخوانية أضحت جزءًا رئيسيًّا من المشكلة، وأنَّ إزاحتها باتت ضرورة ملحة لا يجب التأخُّر عنها بأي حالٍ من الأحوال، باعتبار أنّ هذا النفوذ يضر بالأمن الإقليمي برمته لما له من مخاطر جمة فيما يخص إعادة نفوذ الإرهابيين من جديد.