ستيفن فاجن يقود دبلوماسية أمريكية أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين
"أن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي".. مقولة تنبطق على التعامل الأمريكي مع المليشيات الحوثية بعدما تخطَّى إرهابها كل الخطوط الحمر.
فمع وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى سدة الحكم، اتخذ قرارًا بإلغاء تصنيف المليشيات الحوثية وهو ما فُسِّر آنذاك بأنّه إشارة خضراء من واشنطن للمليشيات المدعومة من إيران للتمادي في جرائمها.
وبعد موجة انتقادات طالت الإدارة الأمريكية فيما يخص تعاطيها مع الإرهاب الحوثي، أقدمت على خطوة جديدة، يُنظر إليها بشكل كبير بأنّها تُعبِّر توجُّه مختلف تمامًا لواشنطن في الفترة المقبلة.
بايدن عيَّن الدبلوماسي المخضرم ستيفن فاجن سفيرا فوق العادة ومفوضا لدى اليمن، في خطوة اعتبرها محللون ترمز إلى أنّ الولايات المتحدة تتجه نحو إحداث تغيير شامل في تعاطيها مع الإرهاب الحوثي بشكل كبير.
ستيفن فاجن هو دبلوماسي محنك، وقد عمل في الكثير من المواقع الجغرافية الملتهبة، ليس أقلها شغله منصب نائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية بالعراق، كما كان المسؤول الرئيسي في القنصلية الأمريكية العامة في أربيل بالعراق.
شغل فاجن أيضًا، منصب مدير مكتب الشؤون الإيرانية في مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية وكمدير لمكتب الشؤون الإقليمية في مكتب شؤون جنوب ووسط آسيا.
كما شغل أيضًا منصب مديرًا للمكتب الدولي لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون في سفارة الولايات المتحدة في بغداد، والمستشار السياسي والاقتصادي للسفارة الأمريكية في بروكسل، ونائب المستشار السياسي للسفارة الأمريكية في إسلام آباد.
فاجن سيخلف السفير السابق ماثيو تولر الذي تولى المنصب لخمس سنوات انتهت في مايو 2019، وعُيِّن بعدها سفيرًا في بغداد في العام نفسه، فيما ظل منصب السفير شاغرًا وتولت أعمال السفارة كاثي ويستلي.
إقدام الإدارة الأمريكية على تعيين دبلوماسي محنك بقيمة ستيفن فاجن أمرٌ يحمل الكثير من الدلالات، تتفق جميعها بأنّها ستعبّر عن تغير شامل في التعامل مع المليشيات الحوثية، بعدما واجهت واشنطن كثيرًا من الانتقادات بأنّها لم تستغل قوتها على الصعيد الدولي باعتبارها القوة الأكبر على مستوى العالم، وغضّت الطرف عن إرهاب المليشيات.
وربما تمثّل النقطة الفارقة في التغيير الشامل في تعامل الولايان المتحدة مع المليشيات الحوثية هو إقدام "الأخيرة" على اقتحام مقر السفارة الأمريكية في صنعاء، وهو اعتداءٌ لم يكن جسديًّا وحسب بالنظر إلى وقوع اعتقالات هناك، بقدر ما مثّل اعتداء على دبلوماسية أكبر دولة على مستوى العالم.
كما أنّ الأوضاع الإقليمية المتردية بما يحمله ذلك من مخاطر على مصالح القوى الغربية لا سيّما تلك التي تتعلق بالمصالح التجارية، جعلها تتيقن حجم التهديدات التي لا يجب أن يُترك لها العنان لتتفاقم على نحوها الراهن.
وفي الأغلب، فقد وصلت رسالة صريحة ومباشرة للولايات المتحدة الأمريكية مفادها أنَّ المليشيات الحوثية تعرقل أطر الاستقرار في المنطقة بالنظر إلى حجم إصرارها على إطالة أمد الحرب على النحو الراهن، كما أنَّها تسببت في تأزيم الوضع المعيشي على نحو شديد المأساوية.
من هنا، تيقنت واشنطن أنَّ إحداث حلحلة للأزمة التي طال أمدها يستلزم ضرورة العمل على الضغط بشتى الصور الممكنة على الحوثيين عبر عمل دبلوماسي يقوده المحنك ستيفن فاجن في المرحلة المقبلة.