إنكار حيدان لوجود الإرهاب.. الشرعية تستعد لطعن حضرموت

الجمعة 19 نوفمبر 2021 14:29:29
testus -US

حمل الظهور الإعلامي الأخير للمدعو إبراهيم حيدان سلسلة من المحالوات الدوؤبة نحو غسل سمعة الشرعية بعدما تلطخت باتهامات دعم الإرهاب على صعيد واسع.

تناول حيدان في مقابلته، الوضع في حضرموت، فعلى الرغم من أنّها باتت موطنًا للإرهاب على يد النفوذ الإخواني المترامي هناك من خلال قوات عسكرية نظامية توظِّف عناصر متطرفة إلى صفوفها.

ادعى حيدان أنّ حضرموت لا يوجد إرهاب بها، والأكثر من ذلك زعمه بأنّ مجرد الحديث عن وجود إرهاب هناك ما هو إلا لعبة سياسية، في تحايل واضح على الحقيقة من قِبل الشرعية التي لطالما عرفت بعلاقاتها المتقاطعة والمتقاربة مع تنظيمات إرهابية.

حديث حيدان المزعوم مردود عليه بما تمارسه المنطقة العسكرية الأولى الخاضعة لسلطة وسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، وهي تؤوي الكثير من العناصر الإرهابية، بما في ذلك عناصر من تنظيم القاعدة نفسه الذي ادعى حيدان وجوده على الأرض.

مزاعم حيدان على هذا النحو لا يمكن فصلها عن تطورات ميدانية متسارعة تجري في الحين نفسه، فإذا كانت المليشيات الإخوانية تعمل على إسقاط محافظة شبوة في قبضة المليشيات الحوثية، فإنّ الأخيرة تسعى بالتنسيق مع الإخوان للتمدد نحو حضرموت.

يحمل ذلك هدفًا استراتيجيًا مهمًا، وذلك نظرًا للموقع الجغرافي والاستراتيجي الذي تتحلى به محافظة حضرموت باعتبارها للجوف ومأرب، وهناك يتضخم النفوذ الحوث، ما يعني أن المليشيات المدعومة من إيران تجد نفسها أمام فرصة ذهبية لفتح جهة مفتوحة ضد الجنوب.

هذا الواقع العسكري لا يمكن فصله عن تصريحات حيدان، فالشرعية تحاول بشتى السبل إبعاد الأنظار عن محافظة حضرموت، كخطوة أولى تمهيدًا لتسليم هذه الجبهة لصالح المليشيات الحوثية الإرهابية، ضمن مخططها التآمري ضد الجنوب.

ولا تريد الشرعية تسليط أي اهتمام على الأوضاع في حضرموت لا سيّما فيما يخص تفاقم خطر الإرهاب على الأرض، فتذهب إلى ترويج إدعاءات تتعلق بنفي وجود الإرهاب الذي صنعته هناك، تمامًا كما فعل حيدان في مقابلته الإعلامية الأخيرة.

وناقض حيدان نفسه عندما اعترف بحدوث عمليات إرهابية في حضرموت على الرغم من زعمه بعدم وجود عناصر إرهابية هناك، لكنّه حاول التقليل من هذه العمليات عندما قال نصًا إن "ما تشهده حضرموت من بعض قضايا التفجير وجنائية قد تكون في جميع المحافظات، لا بل في الوطن العربي"، في تعبير أثار سخرية عارمة نُظر إليه بأنه تبرير يسوقه حيدان لحدوث هذه الاعتداءات.

وعلى الرغم من حجم الكلفة التي تكبدتها حضرموت من الإرهاب الذي صنعته وغزَّته الشرعية الإخوانية هناك، لكنّ حيدان يراها مجرد حوادث بسيطة.

تقليل حيدان من خطر الإرهاب في حضرموت على هذا النحو وضعه في مهب الانتقادات في أحيان والسخرية في أخرى، لكنّ القاسم المشترك كان النظر إلى حجم التلاعب الإخواني في الحقائق الجارية على الأرض.