مباحثات الزُبيدي في الرياض.. الانتقالي يطلع العالم على استراتيجيته الحكيمة
جهدٌ دبلوماسي جديد انخرط فيه المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس، في العاصمة السعودية الرياض، في إطار مساعي القيادة السياسية لإحداث نقلة نوعية جديدة لمسار القضية الجنوبية العادلة
الرئيس الزُبيدي الذي يزور السعودية حاليًّا بدعوة من المملكة، عقد اليوم الاثنين، جلسة مشاورات مع رؤساء بعثات الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن.
ركّز اللقاء على سبل دفع عملية تنفيذ اتفاقية الرياض وآخر التطورات السياسية والاقتصادية والعسكرية على الأرض.
يأتي هذا اللقاء استمرارًا لسلسلة من الجهود الدبلوماسية التي ينخرط فيها المجلس الانتقالي مع المجتمع الدولي في الأيام الماضية، حيث عُقدت الكثير من اللقاءات في الرياض خلال الأيام الماضية، عبّرت جميعها عن حرص المجتمع الدولي على الاستماع لرؤية المجلس الانتقالي في إطار حرصه على تحقيق السلام والاستقرار.
ودفعت الاستراتيجية الحكيمة التي اتبعها المجلس الانتقالي على مدار الفترات الماضية، الكثير من دول العالم إلى الاستماع لرؤيته سواء فيما يخص مكافحة الإرهاب الذي يتفاقم خطره في المنطقة بشكل كبير، إلى جانب حرص المجلس دائمًا على مواجهة أي أزمات أو خلافات عبر الحوار وفتح الطريق أمام السلام والاستقرار.
وخلال الأيام القليلة الماضية، عقد الرئيس الزبُيدي سلسلة من اللقاءات المهمة، بينها اجتماعه مع تيموثي لندركينج المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية إلى اليمن، والسيدة كاثي ويستلي القائم بأعمال السفير الأمريكي، نهاية الأسبوع الماضي، حيث شدّد الرئيس الزُبيدي خلال المباحثات، على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة وفاعلة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية المتردية في محافظات الجنوب من خلال إعادة هيكلة المؤسسات الاقتصادية بما في ذلك البنك المركزي والمجلس الاقتصادي الاعلى والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة واصلاح السياسات المالية والنقدية.
كل اللقاءات التي عقدها الرئيس الزُبيدي تضمنت التأكيد على ضرورة إنجاح اتفاق الرياض، كسبيل سياسي مهم وفاعل وناجز لكل الخطوات التالية التي تضمن تحقيق الاستقرار وضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
كما أنّ مباحثات الرئيس الزُبيدي تتزامن مع تطور عسكري مهم، وهو حجم الانتصارات التي حقّقتها قوات العمالقة الجنوبية في مواجهة المليشيات الحوثية في مناطق الساحل الغربي، وذلك بعد سنوات من حالة جمود عسكرية أتاحت للحوثيين التمدد على الأرض.
النجاحات العسكرية الجنوبية في مواجهة الإرهاب يمكن القول إنّها تُعزِّز من الشراكة التي تجمع بين الجنوب والمجتمع الدولي وذلك في الخيارين السياسي والعسكري، بما يعني أنّ المجتمع الدولي يضع في الحسبان أن يكون للمجلس الانتقالي دور فاعل على الأرض من كل الاتجاهات.