مهرجانات ثقافية وتراثية تحفظ هوية سقطرى الجنوبية من عبث الإخوان
تعددت الفعاليات التراثية التي شارك فيها أبناء أرخبيل سقطرى خلال الأيام الماضية والتي جاءت برعاية دولة الإمارات العربية المتحدة التي تلعب دورا إغاثيًا وتنمويًا فاعلا في الجزيرة الهادئة، ما يشير إلى أن هناك خطط واضحة المعالم للحفاظ على هوية الأرخبيل الثقافية والشعبية وتحصينه من عبث مليشيات الإخوان التي حاولت نشر العنف والتطرف بدلا من التسامح والإبداع.
تتواصل فعاليات مهرجان السلطان علي عيسى بن عفرار التراثي، للأسبوع الثالث على التوالي في أرخبيل سقطرى، واستحوذ المهرجان – الذي ترعاه مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية – على إقبال جماهيري واسع، لتنوع فقراته بمشاركة فرق للفنون الشعبية السقطرية.
وتعددت الأجنحة والمعارض في المهرجان، بين معارض للطلاب والحرف اليدوية والمأكولات الشعبية والفنون التراثية، كما شهد مسابقات للأطفال حول التراث السقطري بجوائز نقدية وعينية للفائزين.
كما شهد مهرجان الشيخ زايد للتراث والتاريخ، المقام في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، معرضًا تراثيًا نظمه مكتب الثقافة عن أرخبيل سقطرى، ويشارك الأرخبيل في المهرجان بفرق شعبية للفنون والتراث والصناعات الحرفية اليدوية الشهيرة في سقطرى.
وثمنت وفود سقطرى المشاركة في المهرجان جهود مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية لضمان تمثيل الجزيرة في المهرجان وعرض موروثها الثقافي أمام العالم.
تؤكد تلك الفعاليات على أن محاربة العنف والتطرف لا تكون فقط من خلال الجهود الأمنية والمشروعات التنموية، وهناك بعد ثقافي مهم يجب أن يكون حاضرا بما يضيق مساحات تحرك التنظيمات الإرهابية التي تعمل على اختراق عقول المواطنين من خلال الأفكار المتطرفة، وأن مثل هذه الفعاليات ترسخ في وجدان المواطنين الهوية الجنوبية للأرخبيل الذي تعرض من قبل لمحاولات احتلال واختطاف عديدة.
وتعمل المنظمات الإغاثية التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك الوحدات المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي على تنظيم اللقاءات الفنية والثقافية والتراثية التي يمتاز بها الأرخبيل والتي تشهد مشاركة فاعلة من المواطنين الذين يحدون فيها فرصة للتعبير عن ذاتهم وهويتهم، وهو ما يعزز حالة الاستقرار والأمن التي تنعم بها الجزيرة الهادئة منذ تحريرها من سلطة الإخوان الغاشمة، العام الماضي.
وتترك الفعاليات الثقافية أصداء إيجابية لأنها تأتي استكمالا لجهود موازية تعمل على تحسين البيئة المحيطة بالمواطنين، تحديدا على مستوى التعامل المستمر مع أزمات شح الوقود التي تختلقها الشرعية، واستمرار الجهود التنموية التي تهدف لتحويل المحافظة إلى مزار سياحي عالمي، وكذلك الإجراءات الأمنية والعسكرية المشددة التي يتخذها المجلس الانتقالي لحماية المواطنين.
وتشهد سقطرى في تلك الأثناء جهود أخرى موازية تستهدف تحسين الوضع الصحي للمواطنين وتوالت القوافل الطبية على مستشفيات المحافظة بدعم مباشر من منظمة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية حيث تنتشر الفرق الطبية لمستشفى خليفة بحسب خطة طبية تهدف إلى زيارة مختلف المناطق والقرى البعيدة والنائية لمعاينة الحالات المرضية، بالتنسيق مع وحدة الإنقاذ الجوي، وهو ما يؤكد على أن هناك اهتمام بكافة المجالات الخدمية والمعيشية التي تتعلق بالمواطن.
استقبل سكان منطقة حمهيل شرق أرخبيل سقطرى، اليوم الاثنين، فريقًا طبيًا من مستشفى الشيخ خليفة بن زايد، لتقديم الرعاية الطبية إلى المرضى، وفحص الفريق الطبي في حمهيل 40 حالة مرضية بين كبار السن والأطفال والنساء، ورصد إصابة عدد منها بالضغط المزمن دون علمها بحالتها المرضية، كما صرف لها العلاج اللازم، وأحال حالات أخرى للمستشفى لاستكمال الرعاية الطبية.
كما وجهت مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، اليوم الاثنين، شحنة من الغاز المنزلي إلى مدينة حديبو في سقطرى، وقدمت الفرق الميدانية بالمؤسسة الإغاثية الإماراتية 240 أسطوانة غاز منزلي إلى أحياء مديرية حديبو لتلبية الطلب على المحروقات في السوق المحلية.
وتكثف مؤسسة خليفة جهودها في توزيع أسطوانات الغاز المنزلي مراعاة لاقتراب دخول فصل الشتاء واحتياج الأسر إلى التدفئة، مع توقعات بزيادة الاحتياجات من المحروقات.