مطار صنعاء.. ورقة الحوثي لتخفيف الضغوط الدولية على إيران
استخدمت المليشيات الحوثية الإرهابية مطار صنعاء الذي حولته إلى قاعدة عسكرية تنطلق منها جرائمها الإرهابية لتخفيف الضغط الدولي على إيران التي تحاول دفعها نحو القبول بأسس جديدة تضمن نجاح مفاوضات فيينا المتوقع انطلاقها خلال الأيام الماضية، في إشارة إلى أن طهران ومليشياتها الإرهابية لديها العديد من الأوراق التي من الممكن استخدامها لتمرير رؤيتها الخاصة بالمباحثات.
واستبقت إيران استئناف المفاوضات مع القوى الدولية بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي، بوضع شروط تعجيزية لإجهاض المفاوضات قبل بدايتها، جاءت على لسان المتحدث باسم خارجيتها سعيد خطيب، قال في مؤتمر صحفي، اليوم الاثنين، إن بلاده ستركز في المفاوضات على رفع العقوبات كلها، وسنتعامل وفق نوايا الأطراف الأخرى في حال لم تكن المفاوضات بناءة".
ولفت خطيب زاده وهو يتحدث عن لسان النظام في طهران وشروطه في التفاوض، إلى أنه"حال لم يحقق الاتفاق النووي لإيران مصالحها الاقتصادية والتجارية فيجب أن يدرك الجميع أن نافذة الاتفاق لن تبقى مفتوحة".
وتبرهن تعليقات الدبلوماسية الإيرانية التي تأتي بالتزامن مع تصعيد حوثي ضد المملكة العربية السعودية على أن طهران ليس لديها نوايا إيجابية لإنجاح أي مفاوضات تتعلق بملفها النووي، وأنها ماضية في الربط بين تخفيف الضغوطات العسكرية التي يمارسها التحالف العربي على عناصرها الإرهابية في اليمن وبين إمكانية تقديم مزيد من التنازلات لإنجاح مفاوضاتها مع الولايات المتحدة والدول الغربية.
يرى مراقبون أن التصعيد الحوثي باستخدام مطار صنعاء الذي تقصد المليشيات غلقه لتحويله إلى قاعدة عسكرية تستخدمها في تهريب الأسلحة وتخزين الصواريخ وإطلاقها، يؤكد على أن المليشيات وجدت نفسها في مأزق بعد أن واجهت ضغوطات عسكرية هي الأقوى منذ فترة طويلة بتعرضها لهزائم متتالية في جبهة الساحل الغربي على يد ألوية العمالقة الجنوبية والقوات المشتركة، إلى جانب توالي الضربات المكثفة التي يوجهها التحالف العربي لقواتها في أكثر من جبهة.
وتستهدف المليشيات استخدام مطار صنعاء في العمليات الإرهابية كرد على الضغوطات الأمريكية التي مارستها عليها خلال الأيام الماضية بعد أن وقعت عقوبات على عدد من قياداتها، وذلك بالتزامن مع عقوبات موازية أقرها مجلس الأمن ضد أربعة من قياداتها العسكريين البارزين، إذ أنها تدرك بأن التحركات الأمريكية لا تنفصل عن مساعي واشنطن لتضييق الخناق على مراوغات طهران.
ويؤكد متابعون أن العناصر المدعومة من إيران تعيش حالة من الارتباك في تلك الأثناء لأنها بدت محاصرة من اتجاهات مختلفة ووجدت أن تحالفها مع الشرعية الإخوانية لم يأتي بالنتائج المرجوة بعد في ظل خروج الأخيرة من المعادلة السياسية، في حين أنها اصطدمت بقوة جنوبية وضربات مكثفة وجهها التحالف العربي دفعتها لإشهار ورقة مطار صنعاء في الوقت الحالي.
حذر التحالف العربي من تهديد مليشيا الحوثي الإرهابية سلامة الطائرات الأممية والمنظمات وأطقمها الإغاثية، وأكد المتحدث باسم التحالف، العميد تركي المالكي، أن إيران حولت مطار صنعاء الدولي إلى قاعدة عسكرية
ونبه خلال تصريحات إعلامية اليوم الاثنين، إلى أن إيران استخدمت مطار صنعاء لنقل كافة أنواع الأسلحة للحوثيين الإرهابيين، كموقع رئيسي لإطلاق الهجمات العدائية.
وأظهر فيديو جرى تداوله اليوم تنفيذ عدد من عناصر المليشيات الحوثية لتجارب واختبارات على إحدى المنظومات الجوية، عبر استخدام طائرة أممية أثناء الهبوط والإقلاع في مطار صنعاء الدولي للتأكد من فاعلية المنظومة، باعتبار الطائرة هدفا جويا متحركا في محاكاة لسيناريوهات الاعتراض والتدمير.
وأحبطت قوات التحالف العربي، فجر اليوم الاثنين، محاولة هجوم لملـيشيا الحـوثي الإرهـابية المدعومة من إيران، بجبهة مأرب، وأعلنت قيادة التحالف أنها نفذت 25 استهدافًا دمرت خلالها 12 آلية، ما أسفر عن خسائر بشرية تجاوزت 150 عنصرًا.
كما رصدت قوات التحالف اليوم الاثنين أيضًا تحركات ونشاط عدائي لمـليشيا الحـوثي الإرهـابية المدعومة من إيران، باستخدام زوارق مفخخة، وأوضحت في بيانٍ أن ممارسات الـمليشيا الحوثية الإرهابية بمثابة مؤشرات لخطر وشيك على الملاحة والتجارة العالمية بجنوب البحر الأحمر، مشيرة إلى أنها تتخذ كل الإجراءات العملياتية لتحييد التهديد البحري وضمان حرية الملاحة.
وكانت الدفاعات الجوية للتحالف العربي، قد أسقطت أمس الأحد مسيرة حوثية خلال محاولتها استهداف مطار نجران بالأراضي السعودية، وأكد التحالف تناثر شظايا المسيرة المفخخة، على حي العريسة دون وقوع إصابات، موضحا أنها انطلقت من مطار صنعاء، ولفت إلى أن انتهاكات المليشيا المدعومة من إيران تسيء لسياسة ضبط النفس وجهود الحل السياسي، مشيرا إلى أن خيارات الردع مطروحة.