صواريخ الشائعات.. استقرار سقطرى يثير جنون الشرعية
وضعت مليشيا الشرعية الإخوانية محافظة أرخبيل سقطرى على أجندة الاستهداف بمختلف الأشكال، في محاولة لضرب استقرارها ومن ثم الانقضاض عليها.
وبعدما فشلت الشرعية الإخوانية في النيل من سقطرى أمنيًّا، إذ ذاقت مليشياتها الإرهابية هناك أقسى الهزائم، فقد لجأت إلى محورين اثنين في حربها على الأرخبيل.
أحد هذين المحورين هو إطلاق سيل من الشائعات حول سقطرى، في مختلف مجالات الحياة سواء كانت حيوية أو غير ذلك، وذلك باستخدام كتائب من اللجان الإلكترونية التي يحركها حزب الإصلاح بشكل منظم.
أحدث المحاولات الإخوانية لضرب سقطرى في هذا الإطار تمثّلت في ترويج مزاعم عن موت أشجار دم الأخوين في الأرخبيل بعدة مواقع، وهو ما نفته الهيئة العامة لحماية البيئة في الأرخبيل بشكل قاطع.
أشجار دم الأخوين تنتشر في المناطق المرتفعة، وتعتبر غابة فرمهن أكبر غابة لأشجار دم الأخوين في سقطرى والوحيدة في العالم لهذا النوع.
وقالت هيئة حماية البيئة إنه تم إجراء مسح لمواقع سقوط عدد من أشجار دم الأخوين، مشيرة إلى وقوع اقتلاع لعدد من الأشجار خلال الأعاصير السابقة، لا تزال آثارها باقية إلى اليوم.
من جانبه، صرّح علي محمد سالم مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة في أرخبيل سقطرى، بأنه تم رصد موت شجرة واحدة من نوع دم الأخوين في مفرق شبرة دكسم، مؤكدًا أنها ماتت قبل عدة أيام لتلف عميق في الجذع أدى لتعرضها إلى الرطوبة ما سمح للحشرات باختراق ألياف الشجرة.
إقدام الشرعية الإخوانية على ترويج مثل هذه الشائعات يندرج في إطار الحرب النفسية التي يشنها حزب الإصلاح ضد الجنوب، والتي تسعى في أحد أوجهها للإيقاع بين القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي والشعب الجنوبي.
ففي هذا الإطار، تحاول الشرعية الإدعاء بأنّ الجنوب يعيش حالة من الإهمال وتستميت من أجل إلصاق مسؤولية هذا الوضع المتردي إلى المجلس الانتقالي، على الرغم من سطوتها الإدارية على مفاصل الجنوب.
حشر سقطرى على وجه التحديد في هذه الحرب الإخوانية الغاشمة أمرٌ راجع إلى طبيعة الأرخبيل نفسه الذي يحظى بأهمية استراتيجية فريدة قادت إلى وضعه على أجندة الاستهداف الخبيث.
ولطالما سعت الشرعية الإخوانية إلى فرض سيطرة كاملة على سقطرى، وقد تجلّى ذلك مثلًا عندما حاولت تحويلها إلى قاعدة عسكرية بدعم من تركيا، إلا أنّ القوات المسلحة الجنوبية استطاعت أن تحسم هذه الحرب لصالحها وتدحر المؤامرة الإخوانية في وقت مبكر.
فشل المؤامرة العسكرية قاد الشرعية الإخوانية لتكثيف حرب الشائعات في سقطرى بشكل متفاقم، في مسعى لإثارة الفوضى بها، وذلك للإجهاز على حالة الاستقرار الذي ينعم بها الأرخبيل.
يرتبط هذا الأمر بنظر الإخوان للأهمية الاستراتيجية الفريدة التي تتمتع بها سقطرى، باعتبار أن الأرخبيل يقع في موقع استراتيجي شديد الأهمية إقليميًّا ودوليًّا، يرتبط بعضها بأغراض تجارية وأخرى عسكرية.
وتتفاقم هذه الحملات الإخوانية مع زيادة حالة الاستقرار في سقطرى بفضل الجهود التي يبذلها المجلس الانتقالي الجنوبي هناك، إلى جانب حجم المساعدات التي تقدمها دولة الإمارات التي تستهدف تحسين الوضع المعيشي للمواطنين من منطلق إنساني.