هزائم الحوثي تقضي على أحلام الإخوان
رأي المشهد العربي
تعرضت المليشيات الحوثية الإرهابية إلى جملة من الهزائم العسكرية التي أربكت تحركاتها على الأرض وبدت غير قادرة على مواجهة العمليات العسكرية الناجحة في الساحل الغربي إلى جانب عدم قدرتها الرد على الضربات الدقيقة للتحالف العربي في صنعاء بما برهن على أن مواقعها داخل معقلها الرئيسي أضحت هدفًا مستباحا.
تتزامن النجاحات العسكرية التي تحققت في مواجهة المليشيات الحوثية مع تصعيد دبلوماسي دولي ضد المليشيات، إذ أن الأيام الماضية كانت شاهدة على توقيع عقوبات جديدة بحق قيادات نافذة في المليشيات سواء كان ذلك من خلال مجلس الأمن الدولي أو عبر الولايات المتحدة الأميركية التي غيرت نبرتها تجاه المليشيات في ظل مساعيها للضغط على إيران.
ستكون المليشيات الحوثية أمام خيارات ضيقة في ظل توالي خسائرها، فإما أن تذهب باتجاه الاستمرار في الحرب والتصعيد العسكري الذي قد يكلفها مزيد من الخسائر والعقوبات التي أربكتها بصورة واضحة خلال الأيام الماضية، أو الانصياع لمساعي السلام الدولي والدخول في دائرة المفاوضات لتخفيف الضغوطات عليها حتى وإن كان ذلك بغرض كسب الوقت، وفي كلا الحالتين فإن الحليف المقرب للحوثي متمثلا في مليشيات الإخوان سيكون طرفًا خاسرا.
بنت الشرعية الإخوانية أهدافها وأحلامها على تسليم باقي مديريات الشمال للمليشيات الحوثية على أن يكون معقلها الرئيسي في محافظات الجنوب وسعت للاستعانة بالعناصر المدعومة من إيران لتمكينها من الحضور في شبوة، وبحيث تكون قد رسخت لوضع تفاوضي جديد يقوم بالأساس بينها وبين المليشيات الحوثية، لتكون قد حققت مكاسب من وراء خيانتها طيلة السبع سنوات الماضية منذ اندلاع الحرب الحوثية.
لكن وفقًا للتطورات العسكرية والسياسية الجديدة على الأرض فإن الحوثي سيحاول قدر الإمكان التقليل من حجم الخسائر التي يتعرض لها عبر الذهاب إلى المراوغات وفي تلك الحالة لن تتحقق أهداف الشرعية التي سعت لأبعاد الجنوب عن أي مباحثات مستقبلية، كما أنه في حال استمرت المليشيات الحوثية في الحرب فإنها لن تعول كثيرا على الشرعية التي أثبتت أنها طرفًا ليس لديه قوة على الأرض تستطيع أن تغير في موازين القوى الحالية.
يمكن القول بأن التطورات الحالية على الأرض تقضي على أحلام الشرعية ومؤامراتها ولعل ذلك ما يكشف هجرة العديد من قياداتها لصالح الانضمام بشكل مباشر إلى المليشيات الحوثية الإرهابية ولعل أخرها المدعو عبدالله نكير، مستشار محافظ مأرب، الذي ظهر على الإعلام الحوثي يعلن انضمامه للمليشيا الإرهابية.
لعل اتجاه الرئيس اليمني المؤقت المدعو عبدربه منصور هادي بتعيين سفير يمني لدى قطر يعبر عن حجم المأزق الذي تعانيه الشرعية في ظل حاجتها إلى دعم من الممكن إنقاذها من الوضع القائم الذي تجد فيها نفسها خرجت من "مولد الحرب الحوثية دون أي مكاسب"، في حين أن خيانتها انكشفت أمام الجميع وأضحت ورقة محروقة لا يمكن الوثوق بها مجددا.