استبعاد معلمي الجنوب.. التعليم حسب أهواء الإخوان في شبوة
تعاني العملية التعليمية في محافظة شبوة جملة من المشكلات مثلها كقطاعات أخرى تواجه ترديًا غير مسبوق، غير أن خطورة ما يحدث في التعليم أن سلطة الإخوان تختار الأشخاص الذين توظفهم لمخاطبة عقول الطلاب وتحاول بشتى الطرق توصيل رؤيتها الإرهابية وغرسها في الأطفال الذين يكونوا أكثر قابلية للتأثير بأكاذيبها، وهو ما دفع سلطة الإخوان لاستبعاد المعلمين الجنوبيين.
تشير العديد من الوقائع السابقة أن هناك تدمير ممنهج للعملية التعليمية يقودها المدعو محمد بن عديو محافظ شبوة، إذ أنه أقدم من قبل على إغلاق المدارس الثانوية داخل المحافظة والتي من المفترض أن تؤهل للمرحلة الجامعية، كما أنه حول كثيرا من المدارس إلى ثكنات عسكرية وهو ما أفرز عن أزمات تكدس بين الطلاب غير مسبوقة، بل أن العديد من المدارس اضطرت لأن تستكمل دراستها وسط الجبال.
وحظيت الصورة التي انتشرت قبل أيام وظهر فيها طلاب إحدى مدارس المحافظة وهم يتلقون تعليمهم داخل قفص حديدي يشبه السجن وسط الصحراء بالعديد من التفاعلات بما كشف عن حقيقة جرائم سلطة الإخوان التي تنهب ثروات المحافظة النفطية وترفض أن تساهم في أي تطوير من الممكن أن يجعل هناك بيئة آدمية لعملية التعلم.
يرى مراقبون أن سلطة الإخوان الغاشمة تقصد عن عمد هذا التدهور، إذ أنها تخشى تخرج أجيال لديهم وعي بما ترتكبه ضدهم من جرائم وتحاول تجريف البيئة التي تهدد احتلالها وتسعى لفرض أفكارها المتطرفة لتكون الكلمة العليا للسلاح والإرهاب بدلا من الفكر والتقدم والرقي الذي تجهله، وبالتالي فإنه لن يكون مستغربًا أن تظهر الصور التي يظهر فيها الطلاب وهم يتلقون تعليمهم داخل أماكن تشبه السجون.
وتخشى الشرعية الإخوانية من أن يلعب المعلمين الجنوبيين أدوارا فاعلة لرفع مستويات الوعي لدى الطلاب وهو ما يفسر استبعاد الآلاف من أبناء المحافظة واستبدالهم بآخرين محسوبين عليها وليس لديهم خبرات تعليمية، وهو ما يقود في النهاية لتدمير التعليم والمساهمة إلى جانب المليشيات الحوثية الإرهابية في زيادة معدلات الأمية باعتبار أن ذلك يشكل هدفًا صريحا لقوى الاحتلال اليمني.
شدد رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة العميد علي أحمد الجبواني، بدور المعلمين في الارتقاء بالنشء، مؤكدا استعداده دعم المجلس القطاع التعليمي في المحافظة.
وقال خلال اجتماعه اليوم الاثنين، بممثلي نقابة المعلمين الجنوبيين بشبوة إن التربويون يقودون عملية بناء المجتمع، منددا بتعرضهم لعمليات إقصاء ممنهج بعد احتلال الجنوب في العام 1994م.
من جانبهم، كشف أعضاء النقابة عن تمثيلها أكثر من ثمانية آلاف معلم داخل المحافظة، موضحين أن السلطة الإخوانية استهدفت مقرها عقب سيطرتها على شبوة.
هاجم الناشط السياسي علي الأسلمي، الإخواني المدعو محمد بن عديو، بعدما وصل حال التعليم إلى مستوى رديء بالمدارس التي تشبه إلى حد كبير قفص الاتهام، ونشر في تغريدة عبر "تويتر"، اليوم، صورة لإحدى المدارس في شبوة، ظهر خلالها التلاميذ وكأنهم سجناء داخل قفص الاتهام، تكشف مدى معاناتهم وما وصل إليه حال التعليم بالمحافظة.
وعلق على الصورة، قائلا: "حبان شبوة هذه مدرسة في عهد بن عديو الإخواني صاحب التنمية الكاذبة.. إعلام الإخوان خبير في تسويق الوهم هذا هو الواقع".
وتابع: "أبناء شبوة لو حفروا تحت أقدام هؤلاء الطلاب من أبنائهم لوجدوا النفط والغاز"، في إشارة إلى امتلاك شبوة ثروات اقتصادية تساعد على تحسين المستوى المعيشي والتعليمي، لكنها تذهب إلى جيوب بن عديو والفاسدين.
وعلى مدار الشهر الجاري نظمت نقابة المهن التعليمية في محافظة شبوة، عدة وقفات احتجاجية لأعضائها أمام مقر السلطة الإخوانية في مديرية عتق للمطالبة بمنح المعلمين حقوقهم المشروعة.
وأوقفت السلطة الإخوانية مرتبات العديد من العاملين في القطاعات الحيوية بالمحافظة، لتكديس ما أمكن من المخصصات المالية بحيازتها تمهيدًا لتسليم المحافظة إلى الحوثيين الإرهابيين والهرب إلى الخارج على غرار بقية قيادات الشرعية.