حرب شوارع بين مليشيات الشرعية تترجم هزائمها سياسيًا وعسكريًا
اندلعت مواجهات عنيفة اليوم الأحد بين أذرع عسكرية تابعة لمليشيات الشرعية الإخوانية، في مدينة شقرة بمحافظة أبين ما أدى إلى سقوط قتيلين وستة جرحى، وذلك تزامنًا مع حالة الارتباك التي تعانيها الشرعية على خلفية الهزائم السياسية والعسكرية التي مُنيت بها مؤخرا ودفعتها نحو الهرولة إلى دولة قطر بحثا عن مساعدة تنفذها من التفتت.
وتلقت الشرعية الإخوانية عدة صفعات مؤخرا، بعد أن تجاهلتها أطراف دولية مؤثرة وجدت في المجلس الانتقالي طرفًا من الممكن الوثوق به للوصول إلى سلام بل أن إرهابها المستمر على مدار السنوات لم يأتي بنتائجه المرجوة إذ أن الهدف منه كان إبعاد الجنوب عن أي حلول سياسية في المستقبل وبالتالي فإن صمود الانتقالي والثقة به تشكل هزيمة مباشرة للشرعية.
على المستوى العسكري تلقت الشرعية أيضًا عدة لطمات، لأنها لم تكن حاضرة في أي انتصارات تحققت أخيرا على الأرض في مواجهة المليشيات الحوثية سواء الساحل الغربي أو مأرب، وبدا تحالفها مع العناصر المدعومة من إيران مفضوحا في الداخل والخارج، إلى جانب أنها تأثرت سلبًا بالضربات القاسمة التي وجهها التحالف العربي إلى المليشيات الحوثية والتي من الممكن أن تغير دفة الصراع وفي تلك الحالة ستكون الشرعية المتضرر الأكبر.
تواجه الشرعية عدة مشكلات في الوقت الحالي على رأسها، عدم قدرتها على التحكم في العناصر الإرهابية التي تتحرك على الأرض تحت لوائها، في الوقت الذي وجدت فيه نفسها من دون سند أو ظهير عسكري لأن قوات الجيش التي عمدت على إضعافها طيلة السنوات الماضية ليست قادرة على تحقيق أي انتصارات على الأرض، في الوقت الذي يتزايد فيه نفوذ المليشيات المسلحة التي تستعرض قواها من خلال الاشتباكات التي تزايدت وتيرتها خلال الأشهر الماضية ومن المتوقع أن تأخذ في التصاعد على نحو أكبر مستقبلا.
يرى مراقبون أن العصابات والأذرع الإرهابية التي تستخدمها الشرعية لعداء الجنوب ستتحول إلى شوكة في ظهرها بعد أن وجدت أن الأوضاع مهيأة لزيادة نفوذها، وذلك بطبيعة التنظيمات الإرهابية التي يظل هدفها الأول البحث عن أطر جديدة للصراع تجعلها تستفيد بشكل مستمر من تجارة الحروب.
اندلعت مواجهات عنيفة، اليوم الأحد بين مليشيات الشرعية الإخوانية، في مدينة شقرة بمحافظة أبين، وسط صراع مكتوم بين أطرافها، وانقسمت المليشيا في الاقتتال الدائر، بين القيادي الإخواني المدعو أبو مشعل الكازمي قائد ما يسمى الأمن العام بالمليشيا الإخوانية، والإخواني المدعو محمد العوبان قائد ما يسمى بالأمن المركزي (القوات الخاصة).
وامتدت الاشتباكات إلى السوق العام وسط المدينة، بينما قصف مسلحي المليشيا الإخوانية جامع شقرة بقذائف من عيار 23 الثقيل.
وسقط قتيلان وستة جرحى من مليشيا الشرعية الإخوانية، في اشتباكات بين قياداتها في مدينة شقرة بمحافظة أبين، وأكدت مصادر محلية أن الوضع العام في المدينة يشهد حالة توتر أمني، بالإضافة إلى هلع كبير بين السكان وخصوصا الأطفال.
وكانت شقرة قد شهدت أمس السبت انفجار بسوق مدينة شقرة الساحلية في محافظة أبين، ما أدى لإصابة مواطنين بجروح متفاوتة الخطورة.
ووقع الانفجار خلال محاولة طقم عسكري لمليشيا الشرعية الإخوانية، إجبار أفراد شرطة المرور على إغلاق الطريق العام، قبيل وقوع الانفجار مباشرة، وكشف شهود عيان عن ترديد مسلحي المليشيا عبارة "إغلاق الطريق، عليكم إغلاق الطريق"، تبعها وقوع دوي انفجار قوي، متهمين عناصر الطقم بالمسؤولية عن الجريمة.