جرائم مليشيات الشرعية تخلخل صفوفها

الاثنين 6 ديسمبر 2021 14:24:00
testus -US

تعيش مليشيا الشرعية الإخوانية وضعًا خانقًا في ظل انشقاق الكثير من قياداتها العسكرية، في ظل السياسات التآمرية والعدائية التي اتبعها هذا التيار.

لسنوات طويلة، ظلّت الشرعية الإخوانية تتوهم أنّها تتحكم في زمام الأمور لكنّ الأمر بات ينفلت منها بشكل كبير، بعدما تسبّبت السياسات التي اتبعتها مثّلت تخادمًا مع المليشيات الحوثية.

انفجر حجم الغضب من الشرعية الإخوانية بعدما سلّمت المواقع والمديريات في محافظة شبوة للمليشيات الحوثية، دون أن تخوض أي مواجهات ميدانية لكنّ الأمر كان عبارة عن تسليم وتسلم.

تخادم الشرعية مع الحوثيين كان أمرًا حاولت فرض سياج من السرية عليه، لكن الأمر بات مفضوحًا بشكل كبير، ليس فقط من خلال الأدلة الميدانية التي يتم توثيقها، لكن أيضًا القيادات العسكرية باتت أحد أهم الأدلة التي توثّق حجم تآمر الشرعية الإخوانية.

ودائمًا ما يظهر قيادات عسكرية يعلنون التبرؤ من الشرعية وتآمرها، وهو ما يوثّق حجم التآمر الإخواني بعدما يكشفون بالأدلة الكاملة حجم الخيانات التي تمارسها الشرعية الإخوانية على الأرض في خدمة المليشيات الحوثية.

ونالت الشرعية صفعة قوية، بعدما قررت قيادات عسكرية مغادرة صفوفها في شبوة، خلال الساعات الماضية، اعتراضًا على خيانتها وتحالفها مع مليشيا الحوثي الإرهابية.

وأعلن ضباط وصف ضباط وجنود الانضمام إلى الحراك الشعبي في شبوة، المطالب بطرد المليشيات الإخوانية، ومحاسبة قياداتها على جرائمها وبطشها وفسادها.

وعبروا خلال زيارتهم مقر إقامة الشيخ عوض بن الوزير، عن انحيازهم بشكل كامل مع مطالب أبناء المحافظة، والاصطفاف مع المواطنين ضد قوى صنعاء.

خسائر الشرعية الإخوانية من إقدام القيادات العسكرية على هذا الأمر لا تقتصر على قلة عددية تضرب هذا المعسكر على الأرض، باعتبار هذا الأمر لا يشغلها كثيرًا كونها لا تولي للحرب على المليشيات الحوثية.

الضربة الأكبر التي تنهال على الشرعية الإخوانية في هذا الصدد هي صورتها التي افتضحت كثيرًا أمام كل الأطراف، بعدما حاولت أن تُلصق نفسها بوضع منافٍ للواقع بشكل كبير، وادعت أنها تحارب المليشيات الحوثية من منطلق ما تدعيها "حربًا وطنية".

لكن صورة الشرعية انقلبت عليها بشدة بعدما وجدت نفسها تُحاصر بالكثير من الانتقادات والاتهامات التي تلاحقها، بكونها أحد الأسباب التي مكّنت المليشيات الحوثية من البقاء على الأرض حتى الآن.

انفجار الرعب لدى معسكر الشرعية يعود بالأساس إلى أنّها لطالما حاولت فرض سيطرتها على القطاعات العسكرية، وذلك لضمان تسيير الأمور على نحو يخدم أجندتها ومصالحها، وهو ما قاد في مرحلة سابقة إلى تمكين المليشيات الحوثية من العودة لمناطق كانت قد ذاقت فيها مرارة الهزائم القاسية.

وقاد استحواذ الإخوان على قرار كثير من الوحدات العسكرية التابعة للشرعية إلى التخادم مع الحوثيين بشكل كبير، وهو ما أحدث تغيُّر كامل في مسرح العمليات العسكرية لصالح المليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

الوجه الآخر من المؤامرة الإخوانية في هذا الصدد اعتمد على إشعال معارك جانبية، تمثّلت في أغلب صورها في معاداة الجنوب وشعبه، ومحاولة إحراق أرضه بنيران الفوضى والإرهاب بشكل كبير.

وكان الدليل الأكثر وضوحًا في هذا الصدد هو أنّ الشرعية الإخوانية عندما سلّمت مديريات شبوة للمليشيات الحوثية، عملت على تصعيد أعمالها العدائية ضد الجنوبيين، وقد حدث ذلك في شبوة وفي أبين أيضًا.