خطة الشرعية الخبيثة.. لا حرب ولا سلام وبينهما لا جنوب
رأي المشهد العربي
تستند خطة الشرعية الإخوانية، إلى محاولة إبقاء الأوضاع السياسية والعسكرية على وضعها الراهن حتى تتحقق مصالحها وأجندتها.
على مدار السنوات الماضية، حاولت الشرعية فرض حالة من الخمول السياسي والعسكري وذلك ضمانًا لبقاء قوة مليشيات الحوثي المزعومة قائمة على الأرض، ومن ثم ضمان إيجاد ذريعة للتوغل في الجنوب.
يرتبط هذا الأمر بأنّ الشرعية الإخوانية لا تعادي الحوثيين، لكنّها تعمل على استهداف القضية الجنوبية بشتى الطرق، ويُستدل على ذلك بأنه في أي وقت يضيق فيه الخناق على المليشيات الحوثية يلاحظ أن الشرعية تعمد على بعثرة الأوراق لتأخير الحسم في مواجهة المليشيات المدعومة من إيران.
تخشى الشرعية من السلام، فموقعها في خريطة ما بعد الحرب ليس مضمونًا بشكل كبير بعدما افتضح أمرها إقليميًّا ودوليًّا، وبات واضحًا حجم تآمرها وفسادها على صعيد واسع.
ترتجف الشرعية أيضًا من الحرب، بمعنى تضييق الخناق على الحوثيين، إذ تربط الشرعية الإخوانية بقاءها باستمرار نفوذ المليشيات الحوثية الإرهابية ولذلك فقد عرقلت حسم الحرب على المليشيات المدعومة من إيران، عبر تسليم المليشيات العديد من المواقع والمديريات إلى جانب إثارة صراعات جانبية تغيِّر مسار الحرب وتبعدها عن الطريق الصحيح.
إزاء ذلك، وُجهت الكثير من الاتهامات للشرعية الإخوانية بأنها تتحمل مسؤولية انهيار الأوضاع السياسية والعسكرية بالنظر إلى تخادمها الكبير مع الحوثيين وهو ما أحدث الكثير من العراقيل أمام إنهاء المشهد العبثي.
وإلى جانب مصالح مالية ورغبات في ضمان النفوذ السياسي، فإنّ خطة الشرعية الخبيثة ترتبط أيضًا بمساعي ضرب قضية الجنوب، فالشرعية تعتبر خصمها الوحيد هو المجلس الانتقالي ، وتعيش حالة من الرعب من حجم المكاسب الضخمة التي حقّقتها القيادة السياسية على مدار الفترات الماضية التي تقود الجنوبيين بقوة نحو استعادة دولتهم.
وبالتالي، فإنَّ الشرعية وهي تريد إبقاء الوضعين السياسي والعسكري في حالة من الخمول، فإنّ الأمر يتعلق كذلك بمحاولة إبقاء القضية الجنوبية بعيدة عن تحقيق المزيد من المكاسب.
يُستدل على ذلك بأنّ الشرعية وهي تُسلِّم الكثير من المناطق في الجنوب للمليشيات الحوثية كما حدث مؤخرًا في محافظة شبوة، فقد عملت على تأزيم الوضع المعيشي من خلال حرب خدمات شديدة القسوة وذلك لإبقاء الجنوبيين بين بوتقة البحث عن الخدمات.