الخنق العسكري يسبق الحل السياسي.. فلسفة التحالف في التعامل مع الإرهاب الحوثي

الجمعة 10 ديسمبر 2021 11:33:18
testus -US

تعيش المليشيات الحوثية اختناقًا سياسيًّا من جرّاء محاصرتها بالضغوط من اتجاهات عدة، سواء عسكريًّا أو سياسيًّا منذ فترة ليست بالقصيرة.

ولا يمر يومٌ من دون أن يهاجم التحالف العربي مواقع عسكرية حوثية مشروعة، مثّلت مركزًا لصناعة إرهاب المليشيات على صعيد واسع في مواقع عدة، بما في ذلك في محافظة صنعاء نفسها.

ونفّذ التحالف العربي، 16 عملية استهداف ضد المليشيات الحوثية في مأرب، أسفرت عن تدمير 11 آلية عسكرية ومنظومة دفاع جوي، إلى جانب خسائر بشرية تجاوزت 95 عنصرًا إرهابيًّا.

في السياق، أفاد التحالف العربي بتدميره منظومة دفاع جوي معاد في جبهة مأرب، وقال إنّه شنّ العملية بعد اعتراض وتدمير قواته الجوية طائرة مسيرة في الأجواء اليمنية.

ضربات التحالف حملت أهمية بالغة فيما يخص تضييق الخناق على المليشيات الحوثية، التي عملت على إحداث التصعيد العسكري بشكل متواصل، كما هدَّدت أمن واستقرار المنطقة برمتها من خلال محاولاتها العدائية ضد المملكة العربية السعودية.

أثارت ضربات التحالف اهتزازًا حوثيًّا، لا سيّما بعد تمكّن التحالف من الوصول إلى هذه النقاط والمواقع الدقيقة، وهو أمرٌ لم تكن تتوقعه المليشيات الحوثية بأي حالٍ من الأحوال، إذ كانت على قناعة على الأقل بين عناصرها، بأنّ قدرتها التسليحية بعيدة عن الاستهداف.

لكن ضربات التحالف التي دمرت مراكز تصنيع الصواريخ البالستية إلى جانب استهداف مخازن أسلحتها بشكل مكثف، كسرت التابوت الذي حاول الحوثيون صناعته على مدار الفترات الماضية، للإيهام بقدرة المليشيات على صناعة حسم عسكري لتغيير مسار الحرب.

لجوء التحالف إلى الضربات النوعية على القدرات التسليحية الحوثية يُعبّر عن الاستراتيجية التي يتبعها التحالف العربي، والتي تستند إلى إحداث أكبر قدر ممكن من الضغط على المليشيات الحوثية الإرهابية.

أهمية هذا الضغط العسكري ستكون آثاره السياسية مهمة، فأي عملية سلام مقبلة ستستند بشكل رئيسي على حجم ونطاق السيطرة الميدانية على الأرض، بمعنى أنّ المليشيات الحوثية إذا لم تكن متحكمة على الكثير من المناطق فهذا يعني أنّ شوكتها ستكون ضعيفة بشكل كبير على طاولة السياسة.

إدراك الحوثيين لهذا الواقع الخطير على مشروع المليشيات تُرجم في حالة الارتباك الحادة التي سيطرت على هذا الفصيل، سواء على الصعيد الداخلي إذ توسعت في تنفيذ عمليات الاعتقال لعناصر تشك في ولائهم لها، وذلك في مناطق عديدة.

كما أنّ الارتباك الحوثي يتم التعبير عنه ذلك في الجرائم التي يتم ارتكابها ضد المدنيين على صعيد واسع، وقد حدث ذلك في قصف مخيم اللاجئين في محافظة مأرب، الذي أسقط ضحايا بين قتيل وجريح في جريمة مأساوية فادحة.