القصف الحوثي لمخيم مأرب.. فرصة جديدة لـ متاجرة الشرعية

الجمعة 10 ديسمبر 2021 17:05:00
testus -US

يمثّل تعامل الشرعية مع جرائم المليشيات الحوثية، من منطلق المتاجرة السياسية التي تستهدف من ورائها تحقيق مكاسب وتحسين صورة وسمعة تشوهت بالخيانة والتآمر.

المليشيات الحوثية ارتكبت الكثير من الجرائم التي استهدفت المدنيين بشكل مباشر، وهي وحشية باتت معتادة من قِبل هذا الفصيل المدعوم من إيران.

من بين الجرائم الحوثية الغادرة، والتي وقعت أمس الخميس، قصفت مليشيا الحوثي مخيمًا للنازحين في مدينة مأرب، بصاروخين باليستيين، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين، طبقًا لإحصائية أولية.

استهدفت مليشيا الحوثي، مخيم الحمة الذي يستوعب 264 أسرة نازحة بصاروخين باليستيين، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أطفال، وامرأة، إصابة بعضهم خطيرة.

يُضاف هذا الهجوم إلى سلسلة طويلة من الأعمال الإرهابية التي دأبت المليشيات الحوثية على ارتكابها ضد مخيمات النازحين والأحياء السكنية في مدينة مأرب بالصواريخ والقذائف المدفعية، وهي جرائم حرب مروعة بحق المدنيين في انتهاك صارخ لكل المواثيق والمعاهدات الإنسانية والدولية.

توثّق هذه الجرائم حجم الوحشية التي تمارسها المليشيات المدعومة من إيران، والتي قادت إلى حصيلة مفزعة من الضحايا، يُتوقَع أن تصل مع نهاية العام الجاري إلى 377 ألف شخص.

وحشية الحوثي الموثّقة بالكثير من الجرائم لا تنفي تحمُّل الشرعية الإخوانية جانبًا رئيسيًّا من المسؤولية، إذ اكتفت بالتعامل مع الإرهاب الحوثي من منطلق متاجرة سياسية.

حدثت هذه المتاجرة تجاه القصف الحوثي الأخير لمخيميّ مأرب، عندما تحركت الشرعية لمغازلة السكان عبر وصلة هجوم على الحوثيين، تتنافى مع علاقات التخادم مع المليشيات.

يرى محللون أنّ الشرعية الإخوانية لو كانت اكترثت بالحرب على الحوثيين، وسارت في طريق حقيقية وواقعية في إطار الحرب على المليشيات، لما آلت الأمور لما بلغته في الوقت الراهن.

يتعلق ذلك بشكل مباشر بأنّ الشرعية اختارت أن تتآمر مع الحوثيين، ولم تكتفِ بالتوقف عن مواجهة المليشيات عسكريًّا، لكنّها عملت على تسليم المواقع والجبهات للمليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك مواقع سبق أن تم تحريرها من إرهاب المليشيات كما حدث في مديريات شبوة (بيحان، العين، عسيلان).

يعني ذلك بوضوح أن قوة الحوثيين المزعومة مصدرها هي الخيانات التي مارستها الشرعية الإخوانية، بدليل أن المليشيات المدعومة من إيران تتكبّد هزائم قاسية على يد القوات المسلحة الجنوبية على الرغم من شح الإمكانيات في مواجهة الترسانة العسكرية الحوثية القادمة من إيران.

وفيما توثّق ممارسات الشرعية حجم التخادم مع المليشيات الحوثية الإرهابية، فإنّ إقدام المعسكر الإخواني على إطلاق بعض التصريحات التي تحاول التصوير من خلالها على عدائها للحوثيين هي بمثابة محاولة "تحسين سمعة".

يرتبط ذلك بأنّ الشرعية شعرت بحالة من النفور منها بشكل أو بآخر، فمالت إلى محاولة الاستعطاف الدولي عبر إظهار نفسها طرف مجني عليه، لكنّها في واقع الحال شريك في الإرهاب الحوثي.