الدرس الملهم من الضالع الأبية

السبت 11 ديسمبر 2021 18:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

تمثّل محافظة الضالع، العصية على الحوثيين، نموذجًا ملهمًا، في كيفية إجهاض الجنوبيين لمساعي المليشيات المدعومة من إيران، لاحتلال أرض الجنوب.

أسباب استعصاء محافظة الضالع على الحوثيين، يمكن تلخيصها في أمرين اثنين، أولهما حجم جسارة القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة الإرهاب الحوثي المسعور.

وتحقّق القوات المسلحة الجنوبية بطولات ملهمة في مواجهة المليشيات الحوثية بأقل الإمكانيات، في مواجهة ترسانة عسكرية حوثية ضخمة حصلت عليها المليشيات من إيران.

لكن عزيمة القوات الجنوبية وجسارتها وقفت سدًا منيعًا أمام سقوط الضالع في قبضة الحوثيين، علمًا بأنّ المليشيات تشن حربًا ضارية من أجل إسقاطها لكنّ هذا الحلم يتحول إلى كابوس على المليشيات التي تتكبد هزائم مدوية.

السبب الثاني لنموذج الضالع هو خلوها من النفوذ الإخواني، فإذا ما كان حزب الإصلاح موجودًا هناك لكانت المحافظة قد سقطت مبكرًا في قبضة المليشيات من منطلق تخادمهما المشترك.

يُستدل على ذلك بأنه لا توجد أي منطقة سيطر عليها الحوثيون، إلا كان السبب في ذلك تخاذل إخواني، وقد حدث ذلك منذ عام 2014 عندما انسحب الإرهابي المدعو علي محسن الأحمر على رأس قوة عسكرية عاتية، تاركًا صنعاء تسقط في قبضة 20 طقمًا حوثيًّا فقط.

على الدرب نفسه، عملت الشرعية الإخوانية على مدار الفترات الماضية، على تسليم المواقع والجبهات لصالح مليشيا الحوثي، بما عرّض الجنوب نفسه لخطر كبير، بالنظر إلى تسليم مدنه ومناطق للمليشيات الحوثية كما حدث مؤخرًا في شبوة عندما سُلِّمت مديريات العين وبيحان وعسيلان للحوثيين دون أي مواجهات.

يُستخلص من هذا الواقع، بأنّ الوجود الإخواني سبب كفيل بأن يتوسع نفوذ المليشيات الحوثية، بينما التخلص من السرطان الإخواني هو الوسيلة الأولى نحو ضبط مسار الحرب التي شوّهتها خيانات حزب الإصلاح.