أسبوع الشهيد.. الحوثي يرقص على جثث قتلاه
بين حين وآخر، تنظم مليشيا الحوثي فعاليات تُطلق عليها "أسبوع الشهيد"، وهي عبارة عن مواكب جنائزية تستهدف من ورائها المليشيات استقطاب المزيد من الدعم عبر العزف على وتر "المشاعر".
فعالية "أسبوع الشهيد" تنفذها كل المليشيات التابعة لإيران، بما في ذلك مليشيا الحوثي وكذا حزب الله، وهما أكثر فصيلان يهتمان بمثل هذه الفعاليات، في محاولة لإظهار حالة من التمجيد لضحايا مثل هذه الفصائل الإرهابية.
اهتمام الحوثيين بهذه الممارسات تجلى في إقدام المليشيات على إنشاء مؤسسة خاصة لشؤون القتلى وتشييد المقابر، وحددت لها ميزانية من عائدات المؤسسات العامة ومن الجبايات التي تفرضها على كبار التجار على وجه التحديد.
ولا تفعل هذه المؤسسة شيئًا من أجل أسر القتلى، التي دائمًا ما تتردد عليها بحثا عن رواتب ذويهم غير أن المؤسسة الحوثية تتذرع بعدم وجود الميزانية الكافية بعد ارتفاع عدد القتلى بشكل كبير.
المليشيات الحوثية تسبق فعالية أسبوع الشهيد بملء شوارع المدن الخاضعة لسيطرتها بصور القتلى الذين يتساقطون في الجبهات التي تشعلها المليشيات بحرب دامية خلّفت أزمة إنسانية فادحة.
وتركز المليشيات الحوثية على نشر صور أطفال تسببت في قتلهم بالجبهات، في محاولة لاستقطاب مزيد من الدعم لصالحها، بيد أن الأمر يحمل في الوقت نفسه اعترافًا بشكل غير مباشر بأنها تتوسع في تجنيد الأطفال قسرًا وتزج بهم في الجبهات.
لكن المليشيات الحوثية لا تهتم كثيرًا بهذا الاعتراف، بيد أنها تحاول غرس ثقافة "الانتقام" لدى السكان، في محاولة لاستقطاب مزيد من العناصر للانضمام إلى صفوفها.
اهتمام الحوثيين بهذا الحدث على هذا النحو ينعكس على حجم المخصصات المالية التي تُحدِّدها المليشيات، والتي وصلت في العام الماضي إلى أكثر من 60 مليار ريال، فيما من المتوقع أن تكون مخصصات هذا العام أكثر ضخامة بالنظر إلى محاولة المليشيات لتعويض حجم الخسائر التي تكبّدتها في الفترة القليلة الماضية.
لكن في الوقت نفسه، لا تسير الأمور كما خطَّط لها الحوثيون، واتضح ذلك في حجم النفور الكبير الذي عبّر عنه ذوو القتلى وذلك بعدما فطنوا إلى أن المليشيات غرّرت بهم وبأبنائهم وزجت بهم في معارك خاسرة لم يجنوا منها إلا فقدان أرواحهم.
وعبّر ذوو القتلى عن سخطهم من المليشيات بسبب عدم حصولهم على أي رواتب منذ ستة أشهر، فيما يواجهون ظروفًا معيشية شديدة القسوة.
وتعامل مليشيا الحوثي أسر قتلاها على أساس مناطقي، ويتضح ذلك في صرف الرواتب والسلال الغذائية لأسر قتلى صعدة، بينما تحرم البقية من المحافظات الأخرى.