حراك حضرموت يُربك مؤامرات الشرعية ضد شعب الجنوب
تعرضت الشرعية الإخوانية لعدد من الضربات والطعنات جراء الحراك الشعبي في حضرموت، إذ أن اشتعال الشارع على هذا النحو دون أن يكون لديها القدرة على المواجهة أربك خطط تهريب النفط التي تجري على قدم وساق برعاية مباشرة من سلطة الإخوان، ووجدت الشرعية نفسها محاصرة بطوفان شعبي هدف لحماية مقدرات المحافظة التي كان يجري توجيه عوائدها لخدمة مشروعاتها الإرهابية في الجنوب.
تدرك الشرعية بأن إقدام المواطنين أنفسهم على حماية الطرق والممرات التي توظفها لتهريب النفط يعد تطور نوعي على مستوى المقاومة الشعبية لجرائمها، وقد تتحول المظاهرات التي تندلع بين الحين والآخر رفضًا لعمليات التهريب وسرقة المقدرات إلى سلوكيات شعبية تتولي مباشرة وقف تلك الممارسات، وستكون عاجزة على مواجهة الطوفان الشعبي الذي سيحاصرها.
ويفتح تحرك حضرموت الباب أمام تعرض الشرعية لموجات مماثلة من الرفض الشعبي في محافظات أخرى على رأسها شبوة التي شهدت طيلة الأشهر الماضية احتجاجات واعتصامات عديدة ومن المتوقع أن يلجأ أبناءها إلى مواجهة سرقة مقدراتها بشكل مباشر عبر لجان شبيهة بالتي تشكلت في حضرموت مؤخرا، وهو ما يضاعف مخاوف الشرعية التي ستكون أكثر حذرا وستحاول تهدئة الأوضاع على الأرض.
يرى مراقبون أن الهبات الجماهيرية المتتالية في شبوة وحضرموت أوقفت مخططات تمدد المليشيات الحوثية في شبوة، بعد تزايد حدة الغضب الشعبي ضد الشرعية، في حين أن مساعي عناصر الإخوان لنقل المعركة بشكل كلي إلى المحافظات الجنوبية جرى تعطيلها أيضًا بفعل الغضب الجماهيري بالإضافة إلى الضربات القاسمة التي وجهها التحالف العربي للعناصر المدعومة من إيران في مأرب.
يظهر ارتباك الشرعية من خلال استدعاء عدد من القائمين على سلطتها المحلية للتشاور مع دوائر إخوانية قريبة من الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي في الرياض، ويبدو من الواضح أن الخطط المتفق عليها في السابق ستشهد تعديلات وتبديلات خوفا من أن يجرفها الغضب الشعبي، لكن ذلك سيضعها في موقف مُحرج أمام قوى إقليمية معادية تعمل لحسابها وتستهدف إثارة الفوضى في الجنوب.
وثق مغردون جنوبيون خروج الآلاف من المواطنين في حضرموت على طريق النضال الجنوبي، لانتزاع حقوقهم المسلوبة وموارد محافظتهم المنهوبة، وأرجعوا الحراك الشعبي إلى أحقية الشعب في موارده، بدلًا من نهبها لحساب طبقة سياسية فاسدة تعبر عن الاحتلال اليمني بأبشع صوره.
وشددوا على مواصلة المسيرة النضالية للتخلص من فاسدي الشرعية الإخوانية، وإعادة الثروات إلى البسطاء من أصحاب الأرض، منددين بسياسة التجويع والحصار الاقتصادي، ودعوا إلى الالتفاف حول المطالب الشعبية وانتزاع الحقوق من الشرعية الإخوانية ورفع قيدها عن الجنوب، وتسليم موارد الشعب إلى أبنائه وإنهاء سلطة النهب والسلب تحت شعار الوحدة المزعومة.
أشار الناشط السياسي الدكتور حسين لقور، إلى مكاسب عديدة من الهبة الحضرمية، على رأسها أسلوب التجويع المتعمد والممنهج لأبناء الجنوب، متهما معارضي الانتفاضة الكبيرة في المحافظة بأنهم أدوات للاحتلال اليمني.
وأوضح في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر، اليوم أن: "الهبة الحضرمية الثانية، كشفت جماهير حضرموت في هبتها ضد سياسة الإفقار والتجويع التي تمارسها قوى النهب اليمنية وأزلامهم في حضرموت معظم الذين يرفعون شعارات ضد مشروع الجنوب".