الحوثي يذبح السكان.. والشرعية تحارب بـالهاشتاجات
سيول من التحذيرات الأممية تنهمر من جرّاء الأعباء الإنسانية التي خلّفتها الحرب الحوثية، التي تقابلها الشرعية الإخوانية بالمزيد من الخذلان والتآمر على صعيد واسع.
أحدث التحذيرات الدولية صدرت عن برنامج الغذاء العالمي الذي نبّه إلى مخاطر الانزلاق إلى المجاعة، في ظل تشريد عشرات آلاف المدنيين، فيما تجد المنظمات الإغاثية صعوبات جمة في الوصول إليهم.
وقال البرنامج الأممي، إنّ أكثر من خمسة ملايين شخص معرضون لخطر المجاعة في خضم أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وأشار البرنامج إلى أنَّ الاستهلاك الغذائي غير الكافي، وهو أحد مقاييس الجوع التي يتتبعها البرنامج آخذ في الارتفاع، ما يعكس مدى أهمية المساعدة الغذائية للأسر – ومدى عدم استقرار حالة الأمن الغذائي.
ونبّه إلى أنّ هناك ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص تلقوا المساعدة في أشهر بديلة، بدلًا من المساعدة الشهرية خلال الـ19 شهرًا الماضية بسبب نقص التمويل.
التحذير الأممي من "انهيار أشد" في الأوضاع الإنسانية على هذا النحو يأتي في ظل إصرار حوثي على التصعيد العسكري في محافظة مأرب، التي توليها المليشيات اهتمامًا كبيرًا نظرًا لأهميتها اللوجستية من منظور حرب المليشيات.
تردي الأوضاع الإنسانية مع تصاعد الانهيار العسكري يأتي في وقت لا تتحرك فيه الشرعية الإخوانية عن تصريحاتها "العنهجية"، إذ لا تولي أي اهتمام بالحرب على الحوثيين، وتكتفي بتصريحات إعلامية وهاشتاجات تويترية تدعي فيها مواجهة المليشيات المدعومة من إيران.
فعلى مدار الفترة الماضية، أطلقت الشرعية الإخوانية عبر كتائبها الإعلامية المترامية العديد من الحملات الإلكترونية؛ إدعاءً بأنها تحارب الحوثيين، في محاولة لتحسين صورتها بعد افتضاح أمر تخادمها مع المليشيات المدعومة من إيران.
حملات الشرعية تضمنت ترويج مصطلحات وعبارات تدعي الحرب على الحوثيين وتوجيه عبارات تهديد للمليشيات، لكن واقع الميدان يشير لغير ذلك، باعتبار أن أي تمدد حوثي على الأرض سببه هو الخذلان الذي تمارسه الشرعية الإخوانية.
لم تكتفِ الشرعية بهذه الممارسات، لكنها تخادمت مع الحوثيين أيضًا من خلال استهداف رجال القبائل الذين شكّلوا جدار صد في مواجهة المليشيات المدعومة من إيران، عبر محاصرتهم وتمكين الحوثيين من الاعتداء عليهم.
العداء الإخواني للقبائل جرى في أكثر من محافظة، مثل ذمار التي سيطر عليها الحوثيون في 2017، وفي حجة التي أسقطتها المليشيات في 2019، وكذا الأمر في محافظة الجوف في 2020، ومديرية آل عوض في محافظة البيضاء خلال العام نفسه، وصولًا إلى مأرب في العام الجاري.
القاسم المشترك في تمكّن الحوثيين من السيطرة على كل هذه المناطق يعود بشكل رئيسي إلى الخذلان الذي مارسته الشرعية الإخوانية وتوجيه بوصلة العداء ضد القبائل، بما مكّن المليشيات المدعومة من إيران من التمدد على الأرض.