دورات الحوثي الطائفية.. سموم المليشيات تتسلل إلى العقول
تُشهر المليشيات الحوثية سلاح الطائفية الغاشمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ضمن مساعيها المتواصلة لإحكام قبضتها على هذه المناطق لأطول فترة ممكنة.
وارتكبت المليشيات الحوثية الكثير من الجرائم التي عبّرت عن وجهها الطائفي، أحدثها تنظيم دورات ثقافية جديدة للموظفين والعسكريين السابقين المستمرين في أعمالهم في مناطق سيطرتها.
وتتضمن هذه الدورات الثقافية الجديدة فرزًا مناطقيًّا وطائفيًّا من خلال استجواب تعكف عليه المليشيات الحوثية الإرهابية للمشاركين في تلك الدورات.
ويشمل الاستجواب أسئلة بينها، هل تقول آمين في الصلاة أم لا؟ وهل تضم أم تسربل في الصلاة؟، ضمن سلسلة من الأسئلة التي تعمل على الفرز والتصنيف المناطقي والطائفي.
وبحسب مصادر مطلعة، فإنَّ المشاركين الذين يساقون قسرا لتلك الدورات الطائفية انصدموا من عملية التمحيص الفجة للفرز على أساس طائفي.
تُضاف هذه الخطوة إلى سلسلة طويلة من الممارسات الطائفية التي أقدم الحوثيون على ارتكابها، وذلك في محاولة من المليشيات لتوسيع دائرة نفوذها على الأرض، لضمان إشعال الحرب إلى أطول فترة ممكنة.
التوسع الحوثي في الممارسات الطائفية يرتبط بحقيقة واقعة على الأرض، وهي حجم النفور من المليشيات بشكل كبير، من جرّاء إقدامها على صناعة أعباء معيشية مرعبة على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتحاول المليشيات من خلال هذه الفعاليات التغطية على حالة الانحسار الشديد في حجم الولاء لها، بعدما فطن الكثيرون، بما في ذلك عناصر مسلحة في صفوف المليشيات، بأنه تم التغرير بهم في حرب خاسرة.
ودائمًا ما توظّف المليشيات الحوثية لغة الدين في حراكها الطائفي، وقد أحدثت تغييرًا مذهبيًّا كبيرًا على مدار الفترات الماضية، في محاولة لفرض المذهب الاثني عشري الإيراني.
واستقدمت المليشيات الحوثية مذاهب إيرانية بما يحمل تهديدات مرعبة على النسيج المجتمعي، بعدما خلطت المليشيات الدين بالسياسة وفرض مذهب طائفي متدثر بغطاء السيطرة على الحكم، وإرغام الناس على اعتناقه لتمرير أطماعهم في السلطة.