جبايات الحوثي المفروضة قسرًا.. إصرار على خنق السكان وتحدي العالم
توظّف المليشيات الحوثية كل القطاعات والثروات من أجل العمل على خدمة أجندتها المتطرفة، وتوظيفها بما يخدم مصالحها التي تتضمن العمل على إطالة أمد الحرب.
من بين الفعاليات التي تحرص عليها المليشيات الحوثية هي ما يُسمى أسبوع الشهيد، وهو حدث تخصصه المليشيات للاحتفاء بصور قتلاها.
هذه الفعالية لم تمر من دون أن يحدث الابتزاز الحوثي، حيث هدّد القيادي الحوثي المدعو عمار الأضرعي المعين مديرًا لشركة النفط في صنعاء، ملاك محطات الوقود بسحب الترخيص من غير الملتزمين بدفع مبالغ مالية.
وعقد القيادي الأضرعي اجتماعًا بملاك محطات الوقود العاملة، وطالب كل محطة واحدة بدفع مليون ريال، كما ضاعف المبلغ على أصحاب المحطات الكبيرة.
واتهمت قيادات ما تسمى (مؤسسة الشهيد) التابعة للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران، المتخلفين عن دفع الإتاوات من مالكي محطات الوقود بأنهم مرتزقة ومنافقين.
كما شهد الاجتماع، تمرير ورقة على المجتمعين للتوقيع على دفع المبالغ المفروضة عليهم، فيما رفضت القيادات الحوثية اعتراض بعض أصحاب المحطات الذين يشكون عدم توفير كميات كافية لهم من النفط، وأن محطاتهم تتوقف عن العمل بين الفترة والأخرى، وطالبوا بفرض المبالغ على المحطات حسب كميات الوقود التي تصل إليها.
واضطر الحاضرون للتوقيع تحت التهديد وخوفا من انتقام المليشيات الحوثية.
إقدام المليشيات الحوثية على هذه الخطوة ينعكس في إطار إصرار المليشيات على خنق السكان ونهب أموالهم للإنفاق على فعالياتها المشبوهة التي تحمل أبعادًا طائفية خبيثة.
لا يقتصر الابتزاز الحوثي على فعالية يوم الشهيد، لكن المليشيات دأبت على ارتكاب مثل هذه الجرائم بشكل واسع النطاق، لا سيّما تجاه رجال الأعمال والمتاجر، ودائمًا ما تستخدم هذه الأموال لتمويل حربها العبثية وممارساتها التآمرية.
وتعمل المليشيات الحوثية على استفزاز السكان في المناطق التي تنشط فيها عسكريًّا وذلك من خلال منشورات عنصرية وتحريضية ضدهم، فيما تتخذ قيادات المليشيات من حملات الابتزاز "حجة" لزيادة دخلهم وتحقيق مكاسب كبيرة.
القيادات الحوثية لا تكتفي على نهب المحلات التجارية ودائمًا ما تعمل على فرض مبالغ مالية على أسطوانات الغاز ووسائل النقل داخل المدن وخارجها، وعلى الجامعات الخاصة والمدارس الأهلية، وغيرها من القطاعات التي تخضع لنفوذ المليشيات.
خلّفت مثل هذه الممارسات الحوثية فقرًا مدقعًا غرق ملايين السكان بين براثنه، وهو ما وثّقته الكثير من المنظمات الدولية، وسط دعوات لا تتوقف، تُوجّه للمليشيات الحوثية من أجل وقف هذه الجرائم العدائية لما خلّفته من أعباء قاسية.
لكن المليشيات تمضي في إطار استفزازي تصعيدي، من خلال التمادي في جرائمها الحادة، بما يحمل رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأنها مُصرّة على التصعيد العسكري وكذا الدفع نحو تأزيم الوضع المعيشي للمواطنين.