الشرعية تتكتم على جرائمها بشبوة.. مخاوف من الشارع وحماية للمجرمين
لا يمر يوم من دون أن تشهد محافظة شبوة عمليات إجرامية وانتهاكات عديدة لكن لا يتم التعرف على مرتكبيها في ظل حماية الأجهزة الأمنية التابعة إليها للمليشيات التي ترتكبها، وهو ما قاد إلى مقتل أحد العاملين بالبنك المركزي بالمحافظة دون أن يتم التعرف على منفذ الجريمة، الأمر الذي يبرهن على أن الشرعية تخشى غضب الشارع، وفي الوقت ذاته تقوم بحماية المجرمين التابعين لها.
تسعى الشرعية الإخوانية جاهدة لأن توفر كافة الأجواء التي تدعم إثارة الفوضى بالمحافظة، إذ أن عناصرها الأمنية يتحركون فقط إذا كان هناك خطر داهم يهدد السلطة المحلية بشكل مباشر، ما دون ذلك تعتبره يخرج عن نطاق عملها، الأمر الذي يمنح إشارات خضراء للعناصر الإرهابية لارتكاب مزيد من الانتهاكات بحق المواطنين الأبرياء دون أي إجراء عقابي سواء على المستوى الأمني أو القضائي، مع إقدامها على طمس الدلائل وبصمات مرتكبيها.
على مدار الأعوام الماضية عمدت الشرعية على توفير الحماية الكاملة للمليشيات الإرهابية التي انتشرت على نطاق واسع داخل المناطق المدنية، وتعاملت على وجود هؤلاء في الطرقات والشوارع باعتباره حماية لمخططها الاحتلالي.
هدفت السلطة الإخوانية لترهيب أبناء المحافظة الذين تعرضوا لكافة أنواع الانتهاكات والتنكيل، وبالتالي فإنها هدفت لأن يكون هناك حبل سري يربط بين العناصر الإرهابية وغيرهم من المجرمين المتورطين في جرائم جنائية حتى يكون لديها حاضنة من الممكن أن تستخدمها في حال اندلعت ثورة غضب ضدها.
يرى مراقبون أن توالي ارتكاب الجرائم بحق المواطنين الأبرياء وغياب كافة أساليب العقاب بشأن المتورطين فيها يؤكد أن هناك أسلوب ممنهج تعتمد عليه السلطة المحلية في التعامل مع الغضب الشعبي الذي يأخذ في التصاعد بين الحين والأخر ضدها، وأن المستهدف أن تتحول المحافظة إلى ساحة قتال تُغطي على أي تحركات شعبية وتقوض قدرة المواطنين على مقاومة الاحتلال اليمني الذي تتعرض له المحافظة.
يذهب هؤلاء للتأكيد أن معدلات انتشار الجريمة في شبوة تضاعف مرات عديدة منذ احتلال مليشيات الإخوان قبل عامين تقريبًا، ليس ذلك فحسب بل أن المحافظة التي جرى تطهيرها من كافة العناصر الإرهابية عبر قوات النخبة الشبوانية أضحت مرتعًا لتلك التنظيمات إلى جانب الحضور الأخير للمليشيات الحوثية الإرهابية التي سلمتها الشرعية عدد من المناطق.
ندد العاملون في البنك المركزي بمحافظة شبوة، في وقفة احتجاجية اليوم الأحد، بتعتيم مليشيا الشرعية الإخوانية على ملابسات جريمة قتل أحد العاملين بالبنك الأسبوع الماضي، حيث ترصد مسلحون مجهولون للمجني عليه أحمد سلطان الخليفي، عقب خروجه من البنك، وسط مدينة عتق، وقتلوه.
وطالب المتظاهرون بسرعة إلقاء القبض على الجناة، مستنكرين تغذية السلطة الإخوانية لحالة الانفلات الأمني في شبوة.
وفي دليل آخر على حالة الانفلات الأمني التي تعانيها المحافظة، داهمت مليشيا الشرعية الإخوانية، قبل أيام مقر المبادرة المجتمعية لتوحيد أبناء شبوة، في مدينة عتق، ونهبته، ونفت المبادرة المجتمعية وجود مبرر لاقتحام مسلحي مليشيا الإخوان مقرها، مستنكرة الاعتداء غير المسؤول.
وحمّلت المبادرة المجتمعية السلطة الإخوانية في المحافظة بقيادة المدعو محمد بن عديو، المسؤولية الكاملة عن اقتحام ونهب المخيم، مطالبة بالإسراع في ضبط المقتحمين ومحاسبتهم وإعادة المخيم.