تحرير الجنوب يبدأ بإنهاء فساد الشرعية

الاثنين 20 ديسمبر 2021 18:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

تتصاعد وتيرة المطالبات بإقصاء عناصر الفساد المسيطرة على الشرعية الإخوانية في ظل زخم شعبي متصاعد تشهده محافظة حضرموت مع استمرار "الهبة الحضرمية الثانية"، وهو ما قد يترتب عليه إزاحة عدد من الوجوه الفاسدة من مناصبها، بعد أن وظفت الشرعية ممارسات الفساد لصالح استمرار تواجدها في الجنوب، والأكثر من ذلك أنها قامت بحماية هذا الفساد لخدمة الحرب الحوثية المستمرة للعام السابع على التوالي.

يمكن القول بأن مواجهة فساد الشرعية سواء كان ذلك من خلال الهبات والانتفاضات الشعبية أو عبر ممارسة ضغوط خارجية على الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي ودفعه نحو إقصاء الفاسدين، تعد أولى خطوات تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني، لأن هؤلاء تمكنوا خلال السنوات الماضية من أن ينسجوا شبكات فساد لعبت الدور الأكبر في ترسيخ دعائم التعاون بين الشرعية والمليشيات الحوثية.

قامت هذه الشبكات بتسهيل عملية تهريب المشتقات النفطية من الجنوب بأسعار زهيدة إلى مناطق المليشيات الحوثية الإرهابية، في مقابل الاحتماء بالعناصر المدعومة من إيران لمواجهة القوات المسلحة الجنوبية، وهو ما أسفر عن تسهيل وصول الحوثي إلى محافظة شبوة وترك المجال أمامها للسيطرة على عدد من المديريات والمناطق.

تعد هذه الشبكات امتدادًا لما دشنه جنرال الإرهاب المدعو علي محسن الأحمر، والذي يشكل الأب الروحي لعمليات السرقة والنهب التي يتعرض لها الجنوب خلال السنوات الماضية، إلى جانب تورط قواته في دعم الإرهاب وتسهيل عمليات تهريب الأموال والأسلحة إلى المليشيات الحوثية خلال سنوات الحرب الأولى، ما كان سببًا رئيسيًا في إطالة أمد الصراع.

بدا واضحًا أن الأحمر اختار بعناية المدعو بن عديو لتعيينه على رأس السلطة المحلية في محافظة شبوة، لأن شبكات الفساد التي تعمل تحت رعايته استطاعت أن تكون طرفًا رئيسيًا في مؤامرات الاحتلال اليمني للجنوب، وتحولت المحافظة إلى مرتع للفاسدين والعناصر الإرهابية وأخيرا وصلت إليها المليشيات الحوثية بتواطؤه.

تعتمد الشرعية الإخوانية بشكل أساسي على سلاح الفساد في كافة الحروب التي شنتها ضد الجنوب مؤخرا، إذ أن الفساد كان سببًا رئيسيًا في أزمات العملة المحلية بفعل تعيين إدارة فاسدة للبنك المركزي ساهمت في تدهور الأوضاع المعيشية على نحو غير مسبوق، إلى جانب أن حروب الخدمات التي شنتها تطلبت أيضًا وجود أشخاص فاسدين في مواقعهم الحكومية لتنفيذ مخططات التخريب المتعمد للخدمات العامة.

ومع استمرار الشرعية الإخوانية في تسليم مناطق يمنية إلى مليشيا الحوثي أملا للاتجاه نحو الجنوب في مؤامرة واسعة بمشاركة قيادات إخوانية في صفوف مليشيا الشرعية تولت مهام الانسحاب من مناطق استراتيجية عديدة، يتأكد توحد قوى صنعاء على هدف واحد ألا وهو استنزاف الجنوب وثرواته وتقاسم جغرافيته الاستراتيجية لخدمة مصالح أعداء الأمن القومي العربي.