في العام السابع للحرب الحوثية.. غياب لافت للمساعدات الإنسانية

الاثنين 20 ديسمبر 2021 23:11:00
testus -US

يعد غياب المساعدات الإنسانية وتراجعها على نحو كبير الظاهرة الأكثر وضوحًا مع نهاية العام الجاري، وذلك باعتراف الأمم المتحدة ذاتها التي أشارت قبل أيام إلى أن القطاعات التي بحاجة إلى المساعدات لم تتسلم سوى 25% من قيمة ما كان من المفترض أن يصل إليها هذا العام، وهو ما يضاعف من الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها اليمن.

لعل اللافت أيضًا أن كثيرا من المنظمات الأممية تراجعت عن أدوارها التي كانت تقوم بها عبر توصيل المساعدات الغذائية التي يحتاجها النسبة الأكبر من المواطنين مع تضاعف معدلات الفقر، وفي المقابل تصدرت لقاحات كورونا غالبية المساعدات التي وصلت مؤخرا، في ظل اتجاه كثير من دول العالم نحو تعزيز ما يمكن تسميته بـ"الدبلوماسية الصحية"، غير أنها قد لا تكون الأكثر فاعلية بالنسبة لبلد يدخل عامه السابع في حرب حوثية تسببت في أسوأ كارثة إنسانية بالعصر الحديث.

يتفق العديد من المراقبين على أنه كان من الأجدى أن تلتزم الدول العظمى وكذلك المنظمات الأممية والقوافل الإنسانية التابعة لها بالتواجد في أوساط المواطنين مع انتشار الجائحة لأول مرة قبل عام ونصف تقريبًا بدلا من اتخاذ قرارات الانسحاب بحجة المخاوف من انتقال العدوى إليهم، وهو ما يشي بأن التعامل الحالي مع أزمة كورونا لا يُلبي احتياجات المواطنين كما أنه لا يخفف من المعاناة اليومية التي يواجهها ملايين الأبرياء.

وجهت الأمم المتحدة اتهامات للمليشيات الحوثية بعرقلتها وصول المساعدات إلى المحتاجين، لكنها في الوقت ذاته لم تمارس ضغوطا على المليشيات لتتمكن من توصيلها، بل أن العملية السياسية تعاني جمودا منذ تعيين مبعوث أممي جديد ولم تظهر حتى الآن بوادر لخطط جديدة للسلام من الممكن البناء عليها لدفع العناصر المدعومة من إيران إلى طاولة المفاوضات.

اتهمت الأمم المتحدة مليشيات الحوثي الإرهابية بفرض قيود كبيرة على إيصال المساعدات الإنسانية لليمنيين، وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فإن مليشيات الحوثي تفرض قيودًا على إيصال المساعدات للمحتاجين من أبناء الشعب اليمني، مشيرا إلى أن العمليات الإغاثية تواجه صعوبات تحول دون إيصالها للمحتاجين في مدينة مأرب، ومعاناة قطاعات الصحة والتعليم باليمن والتي لم تتلق سوى 25% من احتياجاتها.

وتشير الأمم المتحدة إلى أن اليمن يمضي نحو أسوأ مجاعة قد يشهدها العالم منذ قرون، في ظل وجود 400 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية، إلى جانب 16 مليون شخص يعانون من الجوع، كما أن هناك سبعة ملايين شخص من دون مأوى و80% من السكان يعتمدون على المساعدات.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت اليوم الاثنين تبرعها بـ 168 ألف جرعة إضافية من لقاح جونسون آند جونسون إلى اليمن، مشيرة إلى أن اللقاحات تساعد في تعزيز الاستجابة للجائحة بغرض التخفيف من الأزمة الإنسانية الحالية.

كما وصل إلى مطار العاصمة عدن، اليوم الاثنين، مليون و200 ألف جرعة من لقاح فيروس كورونا، للتحصين ضد الفيروس الوبائي، ونوهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، بمشاركة دول فرنسا وهولندا وسلوفاكيا والولايات المتحدة، في تدبير الكميات الواردة من الجرعات.