مطار صنعاء تحت نيران التحالف.. هل يرضخ الحوثي للحلول السياسية؟
أعلن التحالف العربي إسقاط الحماية عن مواقع محددة في مطار صنعاء بحسب القانون الدولي والإنساني، ووجه ضربات قوية استهدفت المناطق التي تُطلق منها المليشيات الحوثية الإرهابية صواريخها وطائراتها المسيرة باتجاه المملكة العربية السعودية في تطور نوعي للصراع العسكري الدائر يمهد لتضييق الخناق على العناصر المدعومة من إيران وقد يضطرها لقبول الحل السياسي شريطة أن يستغل المجتمع الدولي الوضع الراهن بالشكل الأمثل.
على مدار الأيام الماضية كثف التحالف ضرباته باتجاه صنعاء، ولم تتمكن المليشيات من الرد على هذه الضربات سوى بإطلاق الطائرات المسيرة التي تنجح الدفاعات الجوية السعودية في إسقاطها، وبالتالي فإن المليشيات تظهر كطرف مهزوم وغير قادر على مبادلة التصعيد بأدوات مختلفة، في الوقت الذي مازالت فيه أسئلة عديدة تثار حول الأبعاد الحقيقية التي دفعت سفير إيران لدى المليشيات، حسن إيرلو لترك صنعاء في هذا التوقيت الذي اشتدت فيه الضربات.
يبقى هناك سيناريو قد يكون هو الأقرب لتفسير طبيعة ما يحدث على الأرض، إذ أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت اليوم الاثنين، أن هناك تطورا إيجابيًا في مفاوضات الملف النووي مع إيران، وقد يشكل ذلك بداية لانفراجة قد تقود لعملية سياسية في اليمن، وأن أول بوادر ذلك تمثل في سحب السفير الإيراني الذي تورط في كثير من الجرائم الإرهابية خلال الأشهر الماضية، وفي حال أخذ هذا السيناريو منحى التطبيق على الأرض ففي تلك الحالة يمكن القول بأن الحل السياسي قد اقترب.
تواجه المليشيات الحوثية ضغوطا من اتجاهات مختلفة، وبالرغم من أنها مازالت تتمكن من السيطرة على غالبية محافظات الشمال ويبقى حضورها مستمرا في جبهة الساحل الغربي، لكنها في المقابل قد لا تستطيع تحمل توالي الضربات السعودية في حال جرى تحييد إيران بشكل أو بأخر، وستدرك المليشيات في ذلك الحين بأن مكاسبها التي حققتها على الأرض قد تخسرها في أي لحظة، وقد ترى أنه من الأفضل أن تقدم تنازلات أو تضطر للقبول بوقف إطلاق النار كحل مبدئي يساعدها على استعادة توازنها مجددا.
وواصل التحالف العربي ضرباته الجوية المكثفة على مطار صنعاء، لاستهداف مواقع عسكرية للمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، واستهدف في عمليته العسكرية للمطار ستة مواقع للمليشيا الإرهابية تستخدمها لإدارة هجمات الطائرات المسيرة والمفخخة، ووصف التحالف العملية العسكرية المحدودة لأهداف عسكرية مشروعة في مطار صنعاء، بعد مساهمته في العمل العسكري للمليشيا الإجرامية.
وشنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات عنيفة على ثكنات عسكرية للمليشيا المدعومة من إيران، تعد الأعنف منذ التصعيد الأخير، وكشف شهود عيان لموقع "المشهد العربي" عن اندلاع حريق هائل في المطار، جراء القصف الجوي المكثف، وطالت الغارات الجوية للتحالف العربي، مخازن للصواريخ البالستية في منطقة النهدين العسكرية قرب ميدان السبعين.
لكن في كلا الحالات لا يمكن الوصول إلى حل سياسي طالما أن المجتمع الدولي لم يتخذ موقفًا حاسمًا من الحرب المستمرة للعام السابع على التوالي، وطالما لم تتمكن الأمم المتحدة من استغلال الوضع الراهن بحيث تظهر كطرف أكثر شراسة وقوة في مواجهة تعنت المليشيات التي مازالت تمنع المبعوث الأممي هانز جروندبرج من زيارة صنعاء حتى الآن للتفاوض معها بشكل مباشر، وقد تجد المليشيات ثغرات تستطيع النفاذ من خلالها للتهرب من السلام.