إضرابات تعز تهز الأرض تحت أركان الشرعية الإخوانية
تتجه الأمور في محافظة تعز، للخروج عن سيطرة مليشيا الشرعية الإخوانية التي تجد نفسها في مواجهة طوفان من الغضب، بما يعكس حجم السياسات العبثية التي يُطبقها النظام الإخواني، ومآلات ذلك على معاناة السكان.
وتوسعت المليشيات الإخوانية، خلال الفترة الماضية، في ارتكاب الكثير من جرائم السطو والنهب، عملًا على تكوين ثروات ضخمة، وهو ما عزَّز من معاناة السكان بشكل كبير، وساهم في تأزيم الأوضاع الإنسانية.
جرائم النهب الإخوانية أحدثت حالة عارمة من الغضب الذي انتاب الأهالي، بما يُهدِّد طبيعة وآلية السيطرة الإخوانية في المحافظة التي تضرّرت كثيرًا من الأعباء المصنوعة إخوانيًّا.
أحدث جرائم النهب الإخوانية تمثّلت في اعتداء عناصر المليشيات، معززة بأطقم عسكرية، على محال تجارية في محافظة تعز.
وتعمد عناصر المليشيات الإخوانية، تحطيم عددٍ من المنقولات داخل المحال ونهب أخرى، بالإضافة إلى التعدي على أصحابها، في سلوك إجرامي معتاد.
أثارت هذه الجريمة الإخوانية "المعتادة" غضب التجار، الذين قرروا الإضراب العام اليوم الثلاثاء، وذلك بعد اقتحام أطقم مليشيا الشرعية الإخوانية محالهم وتكسيرها ونهبها.
إقدام التجار على إشهار سلاح الإضراب في وجه السلطة الإخوانية هي رسالة شديدة الوضوح تُوجَّه للشرعية الإخوانية التي لطالما عملت على غرس بذور إرهابها ضد السكان على صعيد واسع.
وجرائم النهب الإخوانية ليست السبب الوحيد الذي يدفع التجار لإعلان الإضراب، فكثيرًا ما أعلنوا كذلك هذه الخطوة ردًا على انهيارات اقتصادية تقود إلى موجات هائلة من ارتفاع الأسعار.
حدث ذلك مطلع ديسمبر الجاري، عندما أعلن التجار الإضراب عن العمل احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة المحلية، ودعوا إلى إيجاد حلول عاجلة وتداركيه للاقتصاد ومنع تدهور العملة واستعادة قيمتها.
إشهار هذه الخطوات التصعيدية في وجه الشرعية أمرٌ لا تريده المليشيات الإخوانية التي تُفضِّل أن تمضي الأمور نحو مزيد من السيطرة الميدانية والإدارية لها على الأرض، بما يمكنها من تحقيق مكاسب شخصية.
كما أنّ الشرعية تسعى لتفادي الوقوع في حرج جديد بفعل تؤزم الأوضاع في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ولا تريد ظهور صورة عامة توثّق فشلها في إدارة المناطق الخاضعة لها، ضمانًا لإيجاد مستقبل لها في العملية السياسية والإدارية.
الخوف من أضرار هذه الحالة يدفع الشرعية الإخوانية إلى إتباع أكثر من طريق في مواجهة حدة الغضب، بين القمع الفتاك تجاه المعارضين لسطوة الإخوان، وإطلاق حملات تشويه ضدهم كمقدمة للنيل منهم والاعتداء عليهم، أو محاولة تجاهل الغضب في مرحلة من المراحل تفاديًّا لترويج هذه التطورات على الملأ.