إضراب تجار شبوة يمهد الطريق لانفجار شعبي متكامل في وجه الحوثي والشرعية
وسط حالة من التخاذل التي تمارسها السلطة الإخوانية القابضة على أنفاس محافظة شبوة، بدأ المواطنون التصدي للتحركات التي تُقدِم عليها المليشيات الحوثية التي سيطرت على مديرياتها إثر تآمر إخواني كبير.
أحد التحركات الحوثية التي استهدفت إثقال كاهل المواطنين بالمزيد من الأعباء تمثّل في منع الطبعة الجديدة من العملة المحلية، في بيحان وعسيلان وعين، وهي المديريات الثلاث التي سلّمتها الشرعية الإخوانية للحوثيين.
القرار الحوثي أثار استنكارًا شعبيًّا واسع النطاق، وبدأت تلوح في الأفق بوادر تحرك شعبي، حيث بدأت المحال التجارية عصيانًا مدنيًّا شاملًا، احتجاجًا على القرار، وأغلقت أبوابها في النقوب بعسيلان والعلياء بيحان.
غضب التجار في محافظة شبوة يعود أيضًا في أحد جوانبه الرئيسية إلى رفض عمليات الابتزاز التي تمارسها المليشيات الحوثية، إلى جانب فرض الجبايات على التجار لاستنزاف أموالهم وثرواتهم.
بوادر الغضب الشعبي في شبوة لا يمثّل تهديدًا للاحتلال الحوثي الذي ينخر في عظام المديريات الثلاث وحسب، لكن الأمر يشمل أيضًا تهديدًا لمصالح الشرعية الإخوانية التي لطالما عملت على استهداف الجنوب عبر تسليمه للمليشيات الحوثية.
ولا تريد الشرعية أن تثار القلاقل في محافظة شبوة، وذلك لاستكمال مؤامرتها التي تقوم على محاولة إسقاطها بالكامل في قبضة المليشيات الحوثية، ضمانًا لإيجاد متنفس للإرهاب يتفشى على صعيد واسع في الجنوب.
تزايد حدة الغضب الشعبي في شبوة الذي بدأت تتشكل ملامحه في إضراب التجار، ربما يغيّر الكثير من معالم المعادلة في شبوة، لا سيّما بالنظر إلى حجم الغضب الشعبي من الخيانة الإخوانية التي أفضت إلى تسليم المديريات الثلاث إلى الحوثيين.
ويتخوف المواطنون في شبوة من تفاقم أكثر سوءًا في الأوضاع المعيشية من خلال الممارسات والخطوات التي يُقدم عليها الحوثيون، علمًا بأنّ المحافظة تعيش في الأساس حالة إنسانية شديدة البؤس من جرّاء حرب الخدمات القاسية التي يشنها نظام الشرعية ضد الجنوب.
يشير ذلك إلى أن انفجار الأوضاع الشعبية سيكون الخطوة الأولى نحو التهام المؤامرة التي تُحاك ضد الجنوب، وهو الأمر الذي تخشاه الشرعية بشدة، لا سيما أن الأمر يضعها في موقف شديد الإحراج على الصعيدين الإقليمي والدولي.
الحديث عن إحراج الشرعية يرتبط أساسًا بحزب الإصلاح الإخواني الذي يجد نفسه على ما يبدو يدفع ثمن الخيانات والمؤامرات التي تم ارتكابها لصالح المليشيات الحوثية، حتى تفطّن لجميع الأطراف حجم خطورة هذا النظام على الوضع في المنطقة برمتها.