مليونية المكلا.. الشعب يقول كلمته

رأي المشهد العربي

كما كان متوقعًا، وكما جرت العادة، احتشد الجنوبيون في مديرية المكلا في إطار مليونية دعم الهبّة الحضرمية المندلعة ضد فساد وإرهاب الشرعية الإخوانية.

حشود الجنوبيين التي توافدت إلى مدينة المكلا حملت رسالة واضحة لكل من يهمه الأمر، مفادها أنّ الشعب الجنوبي صامد يقف على أرضية متينة، يصطف خلف قيادته السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي عملًا على تحقيق حلم استعادة الدولة وفك الارتباط.

الهبّة الحضرمية هي شعار المرحلة الحالية، وقد جاءت مديرية المكلا كحاضنة شعبية قوية لها دفاعًا عن ثروات حضرموت لا سيّما النفط الذي يتم تهريبه من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية، وكذا المطالبة بإزاحة النفوذ الإخواني الذي يؤوي فسادًا وإرهابًا.

احتشاد الجنوبيين يعني أنّ الشعب أدّى دوره على أكمل وجه، إذ شكّل جدارًا شعبيًّا قويًّا وجارفًا لصد مساعي استهداف الجنوب وقضيته وعرقلة التحرك نحو استعادة الدولة، وبالتالي فمن الضروري أن تشهد المرحلة المقبلة إجراءات عملية لتحويل هذا الزخم الشعبي إلى مكاسب سياسية.

على الصعيد الدبلوماسي، يحرص المجلس الانتقالي على التعبير عن الشعب الجنوبي وتطلعاته في مختلف اللقاءات التي تعقدها القيادة السياسية على كل الأصعدة، وهو ما يُرسخ حالة من الاهتمام بمطالب الشعب الجنوبي.

التعبير عن مطالب الشعب الجنوبي سيكون خطوة رئيسية لتحقيق مزيد من الزخم للقضية الجنوبية، وهذا الأمر مرتبط في أحد جوانبه الرئيسية في العمل على فضح صنوف الحرب التي يتعرض لها الجنوب على صعيد واسع من قِبل الشرعية الإخوانية، والتي تتنوع بين فساد وإرهاب وتردٍ قاسٍ للخدمات.

في الوقت نفسه، يجب الإقدام على إجراءات استباقية تحمي الجنوبيين من قمع محتمل أن ترتكبه الشرعية الإخوانية بشكل مكثف ضد المواطنين عقابًا لهم على مثل هذه الفعاليات الشعبية، وبالتالي فهناك حاجة ماسة لتأمين الجنوبيين من خطر الاعتداء عليهم من مليشيا الشرعية الإرهابية.

حماية الجنوبيين وتحويل فعالياتهم الاحتجاجية يحمل أهمية بالغة فيما يخص المضي في خطوات متقدمة لخدمة القضية الجنوبية في إطارها العام.