ما هي أبرز المعقبات السياسية في المفاوضات الجنوبية؟
رفقي قاسم
المعقبات والخواتيم عادة ما تكون عقلانية وحكيمة إذا تجرد المتحاورون من أفكارهم القديمة وأحكامهم المسبقة في كل الأطراف، وإن كان الحوار نقاشاً أو حتى حرباً، وهذا ما رأيناه سابقا وما نراه اليوم أيضا، وكل شيء يُحل بالمفاوضات في نهاية المطاف، فلا حرب ولا مشاكل تدوم إلى الأبد، وهذا ما رأيناه وما يدور بالقضية اليمنية عموما والجنوبية خصوصا، ولا يمكن أن تحل هذه إلا بتلك، وتم استنتاج هذا بالرأي، بعد كثير من المماحكات واللف والدوران من كل الأطراف، بعضها كان ولا يزال بريئا والآخر لغرضٍ مؤذي ومخفق ومخل!!
وهنا سأتناول القضية الجنوبية، وهي في الأصل الأساس وإن غُيّبت من أطراف النزاع بأشكاله المختلفة سنظل كما نحن ولأغراضٍ وأهداف مادية ومعنوية، ولهذا طالت الفترة ووصلت إلى ما نحن فيه من حرب، ونحمد الله أن معظم أراضي الجنوب قد حُررت بفعل النوايا الصادقة وخاب ظن الانقلابيين والمقلوبين، لأن في الأساس- وكما قلت سابقا- إن هذا انقلابا متفقا عليه، وإلا لما طالت مدة الحرب، وقد عرف بها القاصي والداني شرقا وغربا.
وحين وضحت الرؤيا والرؤى تداركت قيادات الجنوب ذات الرؤى المختلفة، وإن طال الأمر إلا أنهم في الأخير وصلوا إلى تفاهم كبير وعميق بعد حوار صادق وجاد خرجت بتفاهمات ممتازة ستكون في الأخير هي رؤى أساس الحل. ولقد سررنا بما وصلت إليه قيادات الجنوب في دولة الامارات الشقيقة التي ساهمت إلى حدٍ كبير في تقارب وتقريب وجهات النظر ونشكرها على ذلك ونشكر في الأساس قيادات الجنوب ذات المصداقية بتحقيق هدف الشعب الجنوبي الرئيس وهو فك الارتباط مكرها بعد أن رأى الشعب من تهميش، ولا أحب أن أقول احتلالا، وان كان هذا ما حصل في واقع الأمر.
وبعد تلك اللقاءات وتفاهمات الحوار في الامارات، قيادات الجنوب اليوم مطالبون بتقارب وجهات نظر في الداخل مع من يحمل الهدف الأسمى وهو فك الارتباط أما من لا يؤمن بما يرومه الشعب فنقول له اذهب إلى من هم يحملون رؤاك.
إذاً وصلنا الآن إلى خواتيم ومعقبات التفاهمات والحوار مع قيادات الداخل والخارج، ولم يتبقَ إلا القليل ليبدأ نقاش حوار الداخل – الداخل، والذي لا نراه صعبا إطلاقا!! كون معظم الشعب الجنوبي هدفهم واحد.
ويجب أن نؤكد على المتحاورين أن يتجردوا من رؤاهم السابقة وأحكامهم القديمة كي تسود لقاءاتهم كما كان سائدا في حوارات ولقاءات قيادات الخارج في أبو ظبي، وإن كان لازما تغيير بعض محتويات لوائح الانتقالي وهياكل ما لزم من عداد والهرم التنظيمي لإتاحة الفرصة لإشراك الغير لإغناء المجلس الانتقالي بالكوادر الضرورية وتنويع الآراء لطوائف الجنوب دون إقصاء ولا تهميش، طبعا هذا إن أردنا للمجلس الانتقالي أن ينجح، أما إن أردتم إفشاله بالاحتواء فإن الشعب سينجح، ومن يريد التهميش والاحتواء فهم فقط من سيفشلون، ومؤكد أن الشعب هو الناجح كون معظم الحاضرين هم من فوضوا المجلس وفوضوا اللواء عيدروس الزبيدي.
وبعد تدارس ما ستخرج به اللقاءات والحوارات داخليا وخارجيا، يجب البدء في الإعداد لوضع البنى التحتية للمفاوضات وكيفية ترتيب وإعداد اللجان المختصة وجدولة وترتيب متى يبدأ هذا ويُقال، ومتى يلحق ذاك.
ومن هنا نقول إن على المتفاوضين تشكيل اللجان والتي قد سمعنا عنها تقريبا ثلاث بدرجة أساسية يتبعها الكثير من المختصين والمستشارين من الجنوبيين ومن الأشقاء إن لزم الأمر، ومن الاجانب ممن يناصرون قضايا الجنوب ومن لديهم الخبرة اللازمة في المجالات المختلفة أثناء المفاوضات، وهذه اللجان هي: اللجنة السياسية، اللجنة الأمنية والعسكرية، اللجنة الاقتصادية والمالية.
أولا: اللجنة السياسة.. برأيي وعلم الآخرين، أعتقد ان خير من يترأس هذا اللجنة المهندس حيدر أبوبكر العطاس، وهو ذو باع طويل في هذا المجال دبلوماسيا وسياسيا، على أن تشمل اللجنة الدكتور ناصر الخبجي والأستاذ محسن بن فريد والعميد خالد بامدهف ود. حسين لقور ود. علي الخلاقي والباحث بلال غلام حسين، وأما المستشارون والمراجع فهم كثر منهم الرئيس علي ناصر والرئيس علي سالم البيض والأستاذ عبدالرحمن الجفري والدكتور الخبير قيس غانم نعمان ود. عبدالعزيز الدالي ود. محمد علي السقاف ود. هدى العطاس والسلطان القعيطي والسلطان أحمد عبدالله الفضلي والأستاذ أحمد صالح ود. أنور الرشيد الكويتي ود. إبراهيم آل مرعي ود. فهد الشليمي والأستاذ هاني مسهور وغيرهم كثر، سنذكر أسماءهم عند الحاجة واللزوم، طبعا غير ما عند الآخرين من أسماء من هم أكثر دراية مني.
ثانيا: اللجنة الأمنية والعسكرية.. أرى أن يكون رئيسها اللواء البحسني والعميد بارشيد والعميد جميل مكاوي والعميد فضل سالم سعد والعميد أحمد سعيد الصبيحي والعميد السليماني والعميد العمودي واللواء هيثم قاسم واللواء بن بريك، ولا ننسى استشارة بعض الاشقاء العسكريين العرب ممن ذكرناهم في اللجنة السياسية، لأنهم محللون سياسيون وعسكريون، ولا ننسى بالتأكيد اللواء ضاحي خلفان والعميد الأردني الذي يظهر علينا محللا في بعض القنوات وكذا العميد الجنوبي أيضا العائش في الأردن لا يحضرني اسمه والعميد المتقاعد المصري خانتني الذاكرة من حفظ اسمه والعميد أحمد محمد عمر.
عموما يوجد الكثيرون منهم والأخوة في هذا المجال أدرى وأعلم طبعا وإن استثنينا بعض القيادات الميدانية للمقاومة لأن مجال المفاوضات والنقاشات لها رجال يخوضون في الطاولات، وطاولات المقاومين الأفذاذ ساحات الوغى كما رأيناهم.
ثالثا: اللجنة المالية والاقتصادية.. وهم هنا كثر وقد ذاع صيتهم داخليا وخارجيا وخاصة في دول الجوار والإقليم، لا ندري من يترأس هذا اللجنة لكثرهم في الداخل والخارج، وإن كنت أنا وممن سمعت عنه كثيرا الأمير عبدالهادي والذي قد ترأس عدة هيئات لبنوك وبيوت مالية في المملكة وكذا الخبير الاقتصادي فيصل عبدالكريم وقد عين أخيرا مدير بنك التضامن في المملكة، ود. محمد عمر باناجة لما لديه من خبرات وتحليلات في الجانب المالي، والأستاذ محمد نجيب أحمد علي سعد وقد تقلد عدة مناصب في عدة بنوك في السعودية والأردن والبحرين وإيران على ما أظن ولندن، غير تحليلاته في الصحف المختلفة، ولن ننسى كذلك الخبير البنكي الأستاذ أبوبكر السياري فله باع طويل في بنوك الإمارات، والمهندس عبدالله باصهي المحلل المالي والمحاسب القانوني والذي تعتمد على مركزه عدة سفارات وشركات إلى يومنا هذا في اليمن، وبالطبع لا يمكن أن ننسى الخبير محسن بن همام إن رغب فسيكون لا شك خبرة لا يُستغنى عنها إطلاقا، وهذه كوكبة ومعهم الكثير عند لزوم الأمر للاستفادة من خبراتهم وأنتم أدرى وأعلم بهم مني.
هذه اللجان الأساسية قد يستغرب البعض من عدم ذكري الكثير من القيادات، أقول بالطبع الوفد التفاوضي ستكون له رئاسة وسكرتارية وهؤلاء سيكونون لا شك من رئاسة المجلس الانتقالي وبقية المكونات الأخرى، وإن ذكرنا منهم البعض فالبعض الآخر سيكونون في الرئاسة أو في السكرتارية وليس بالضرورة كلهم.
وأنهي ما وصلت إليه بالدعوة إلى الإسراع بالحوار الداخلي والاستعداد لتكوين اللجان والتشاور مع من ذكرنا حتى لا يداهمنا الوقت والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.
كتبنا ما كتبنا لعلنا وفقنا بما رأيناه، وإن أخطأنا فنسأل الله العفو والسماح.