لا تقولوني مالم اقل

اقصد هنا خذوا قولي كم هو دون تأويل ولا تفسير خذوه بظاهر الكلام وما اروم انا بداخلي وذاتي ارتأوه لي اتباعا لقول رسولنا الكريم لعمر»...لنا الظاهر ولله الباطن ..» في الحديث الشريف، وما اراه انا جميلا بنظري ليس بالضرورة ان يتطابق بما تروه أنتم والعكس صحيح، فلما تألوا قولي بما تروه أنتم وليس بما اراه انا ويتبع ذلك تبعات تضر ولا تنفع.

قالها لي كاتب خبير وشاعر مرهف وذو منصب: هل يحب الرجلُ الرجل؟؟ وهنا عليه أرد وأقول نعم نعم !! الم تسمع يا هذا بقول الصحابي لرسول الله: اني احب ذاك الرجل رد عليه الرسول اذهب واخبره وكان عبدالله بن عمر، وفي حديثٍ اخر قال صاحبي اخر لرسول الله ان احب فلاناً كاخي، رد عليه الرسول أتلبس ثيابه وأتأكل من سوره؟؟ وفي الحديث القدسي حين يحب الله سبحانه وتعالى احد عباده يقول لجبريل انا احب فلانا فينادي جبريل والملائكة في الملاْ: ان اللهَ يحبُ فلاناً فاحبوه او كما قال الرسول بالاحاديث ما ذكرنا سالفا. ولا شك كل البشر ذكرا او انثى يحبون الجمال إلا ما ندر وكلٌ منه ومنهن يعبرون عن ذلك سرا او علنا وبيتعبيرات مختلفة، حين أقرأ قصيدة تعجبني وتهز مشاعري او نثرا او كتابا او رسما او أرى جمالا بأنواعه المختلفة صورة لوحة طائر على فنن او مغرداً او فنان يشدو او حاذي العيس يمول فهنا تا تي تعبيرات الاعجاب لتعبر عن سعادة الانسان الاخر فيكتب مثلا سلمت الانامل، يا لجمال روحك ، يا لجمال قلبك ، ما هذا النسيج الحرفي، ما اجمل مشاعرك وروعة حروفك، يا لبراءة وسماحة وجهك، والله اني احبك كولدي، او احبك كابني يا تألقك يا اناقتك يا حلاوتك او غيرها من التعبيرات لذكرٍ كانت او أنثى ومن كلا الطرفين، الكثير ممن يرون هذه التعليقات يذهب تفكيرهم للأسف الي تأويلات ما ذكرنا بشكلها السلبي معبرا عن ذاته ومكنوناته وليس عن قائلها للأسف، ما قائلها يعبر عن راحته الا حين يرى شيء جميل وكما قال الحديث: ... الله جميلٌ يحب الجمالَ والبعض من هؤلاء من مشائخ الامة ورجال الدين الذين وجب عليهم ان يأخذوا الأمور بظواهرها ليس ببواطنها اتباعا للسنة. امل ان أكون قد رديت على السائل والاخرين وأقول لهم لا تقولوني ولا غيري بغير ما اريد قوله واروم اليه وبمثل هكذا فكر تصير الأمور أفضل وأجمل واختم قولي بقول الله (.. ولما تستعلجون السيئة قبل الحسنة..) وقول رسولنا الامين (الأرواح جنودا مجندة...) عافاكم الله.​