الجنوب يتحرر من الاحتلال اليمني
رأي المشهد العربي
حقق الجنوب جملة من المكاسب السياسية المهمة خلال الساعات الماضية بعد أن أسفرت التحركات التي قادها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الأشهر الماضية عن إقالة القيادي الإخواني المدعو محمد بن عديو من منصبه كمحافظ لشبوة، في الوقت الذي شهدت فيه محافظة حضرموت مليونية حاشدة طالبت بتمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونها، وإنهاء هيمنة الشرعية الإخوانية على عمليات الإنتاج النفطي.
يمكن القول بأن الجنوب بدأ في حصاد ما زرعه المجلس الانتقالي الجنوبي خلال السنوات الماضية، وأن مقاومته للاحتلال اليمني انتهت بطرد إحدى الشخصيات الإرهابية التي لعبت دورا رئيسيًا في عرقلة جهود استعادة الدولة ومارست أبشع أنواع الانتهاكات بحق المواطنين الأبرياء، ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيد من القرارات التي تستهدف إزاحة تجار الحروب والمتسببين في إطالة أمد الصراع عن المشهد السياسي.
أضحى الجنوب أمام أمر واقع جديد يشير إلى أن أبنائه هم من ستكون لديهم الكلمة العليا في تحديد مستقبل الدولة المستقلة، وأن المؤامرات الخارجية والداخلية سيكون مصيرها الهلاك طالما أن هناك إيمان بالقضية العادلة، وطالما ظل قلب الشارع ينبض بالهبات والانتفاضات والثورات التي لعبت أدوارا تاريخية مهمة لنصرة قضية الجنوب وطرد الاحتلال اليمني بجميع أشكاله وأنواعه.
بعثت تطورات المشهد الجنوبي خلال الساعات الماضية إشارات عديدة مفادها أن الجنوب يتحرر من الاحتلال اليمني، وأن ما حدث في حضرموت وشبوة يعد مقدمة لتحرير شامل لكافة التراب الجنوبي، وأن تفاعل أبناء الجنوب مع التطورات الأخيرة يبرهن على أن هناك إصرار للحصول على الاستقلال الكامل، وأنه لن يكون مقبولا بالسيطرة على المقدرات الجنوبية في المستقبل تحديدا بعد أن أصبح هناك درع وسيف يحمي الجنوب متمثلا في المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته المسلحة الجنوبية والأجهزة الأمنية التي منعت انزلاق الجنوب إلى مربع الفوضى.
ما حدث بالأمس في المكلا بث الرعب في نفوس الاحتلال اليمني، ولعل التنازلات التي قدمتها الشرعية الإخوانية لتهدئة الأجواء تشير إلى أنها تعاني حالة من الارتباك غير المسبوق وتجد نفسها في مأزق يصعب الخروج منه، تحديدا وأن حليفها الآخر المتمثل في المليشيات الحوثية الإرهابية يتلقى ضربات قوية في تلك الأثناء من التحالف العربي، وتعرض هو الآخر لهزائم سياسية وعسكرية فادحة خلال الأيام الماضية.
ما يجب فعله خلال الأيام المقبلة يتمثل في استغلال حالة الهزيمة والانكسار التي تمر بها قوى الاحتلال اليمني، وأن صمود الجماهير في الشارع وانتقال الاحتجاجات من بقعة إلى أخرى بالتوازي مع الضغوطات الدبلوماسية التي يقودها المجلس الانتقالي لتنفيذ كامل بنود اتفاق الرياض يشكلان أسلحة مهمة لابد من الاعتماد عليها حتى تحقيق الهدف الأسمى والذي يتمثل في فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.