خفض أسعار الوقود في حضرموت.. صوت الشعب ينتصر
تتواصل الانتصارات التي يحققها الشعب الجنوبي يومًا بعد يوم، من جرّاء الحراك الشعبي الذي يعبّر عن غضب عارم في مواجهة حرب الخدمات القاسية التي يتعرض لها الجنوب.
ففي الوقت الذي جذبت فيه الهبّة الحضرمية الأنظار إليها كأحد أهم معالم غضب الشعب الجنوبي، فقد حقّقت الهبّة أولى الثمار التي كان ينشدها المواطنون.
الحديث عن قرار أصدرته شركة النفط بمحافظة حضرموت، وذلك بتخصيص 350 ألف لتر ديزل لبيعها بسعر 205 ريالات بدءا من اليوم الاثنين، في خطوة وصفها كثيرون بأنها تمثّل انتصارًا للمطالب الشعبية للهبة الحضرمية.
ونص القرار على مناصفة الكمية (350 ألف لتر) بين ساحل ووادي حضرموت، لبيعها بالسعر المتفق عليه مع (حرو).
وكانت اللجنة التنفيذية لمخرجات لقاء "حرو" قد طالبت بتخفيض أسعار الوقود إلى 205 ريالات للتر، لكن السلطة المحلية تباطأت قبل أن تكشف مليونية المكلا حالة الزخم الشعبي الهائلة لمطالب الهبة الحضرمية.
هذا التطور يعكس نجاحًا واضحًا ومباشرًا للهبة الحضرمية، التي اضطرت الشرعية الإخوانية للرضوخ أمامها في نهاية المطاف، ما يعكس قوة الدفع التي يملكها الشعب الجنوبي على الأرض.
ولم يتراجع الجنوبيون عن مطالبهم، إذ تواصل النقاط الشعبية انتشارها في وادي حضرموت، لانتزاع حقوق أصحاب الأرض، ومنع مليشيا الشرعية الإخوانية من السيطرة على موارد المحافظة واستنزاف ثرواتها.
نصرٌ كهذا يحققه الجنوبيون يعني أن الشرعية تختنق بشكل كبير، وباتت ترضخ أمام ضغوط الجنوبيين، لا سيّما أن اتخاذ هذا القرار تزامن مع قرار لا يقل أهمية وهو إزاحة محافظ شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو.
يعني ذلك بكل وضوح أنّ صوت الجنوبيين أصبح مسموعًا بشكل كبير، وأنّ الضغط والحراك الشعبي يحقق ثمارًا كبيرة، تمس المطالب الرئيسية التي ينشدها الجنوبيون ويطالبون بها، ما يعزِّز من أهمية القوة الشعبية التي يملكها الجنوبيون والمحركة للكثير من الملفات.
يعني ذلك أن التمسك بالميدان والتعبير السلمي والتمسك بالحقوق هو السبيل الأكثر نجاعة الذي يُمكن الجنوبيين من تحقيق تطلعاتهم التي ترمي أولًا إلى تحقيق استقرار معيشي ومجتمعي من جانب، مع الدفع نحو التقدم بالمزيد من الخطوات التي تحقّق حلم استعادة الدولة وفك الارتباط.