شبوة تُنهي حقبة تحالف الإخوان والحوثي
رأي المشهد العربي
يؤشر وصول ألوية العمالقة صباح اليوم الاثنين إلى الساحل الشرقي بمحافظة شبوة في أول تحرك لتحرير مديريات بيحان من مليشيات الحوثي الإرهابية، على أن التحالف المشبوه التي ظهر إلى العلن بين الشرعية الإخوانية والعناصر المدعومة من إيران في طريقه للتلاشي، تحديدا بعد إزاحة المحافظ المقال الإخواني المدعو محمد بن عديو من منصبه، إذ لعب دور المنسق بين التنظيمات الإرهابية والمليشيات الحوثية.
تؤكد سرعة تطورات المشهد السياسي والعسكري في محافظة شبوة على أن هناك واقع جديد سيكون حاضرا في المحافظة، لأن تعيين شخصية متفق عليها بين أبناء المحافظة والانخراط في تحرير المديريات التي سلمتها الشرعية الإخوانية في الوقت الذي تستمر فيه صحوة الشارع انتظارا لتحسن الأوضاع الاجتماعية والأمنية والمعيشية يشي بأن المحافظة اقتربت كثيرا من التحرير ليس فقط من المليشيات الحوثية ولكن أيضًا من العناصر الإرهابية التي استقطبتها الشرعية الإخوانية.
يمكن القول بأن التحركات الأخيرة تكتب كلمة النهاية لمشروع الشرعية الإخوانية في شبوة، وأن حالة الاستنفار التي أظهرتها مليشياتها مع وصول ألوية العمالقة عبر تكثيف تواجد آلياتها العسكرية في الطرق المؤدية إلى مديريات عتق وميفعة وحبان، يبرهن على أنها تدرك بأن هزيمة المليشيات الحوثية تعني بشكل مباشر هزيمتها هي الأخرى، ولن يكون لديها حضور على الأرض داخل المحافظة بعد انكشاف الغطاء السياسي الذي وفره المدعو بن عديو، والغطاء العسكري الذي وفرته المليشيات الحوثية وعناصر التنظيمات الإرهابية.
لا يمكن النظر إلى التطورات الحاصلة أخيرا في شبوة بمعزل عن المشهد العام الذي تتلقى فيه المليشيات الحوثية خسائر متتالية في العتاد والأموال والسلاح عبر الضربات الدقيقة التي يوجهها التحالف العربي لأهداف عسكرية حوثية في صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى على رأسها محافظة الحديدة، في الوقت الذي تفشل فيه العناصر المدعومة من إيران في إبداء أي ردة فعل على ما تتعرض له، في مؤشر على قرب هزيمتها سيًاسيًا وعسكريًا.
وكذلك فإن ما يجري في شبوة يرتبط مباشرة بتحركات دبلوماسية فاعلة يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي بالتنسيق مع التحالف العربي لتحريك جمود اتفاق الرياض وإرغام الشرعية على الالتزام ببنوده وهو ما انعكس صدور قرار بإقالة المدعو بن عديو، في الوقت الذي يدعم فيه المجتمع الدولي تهيئة الأوضاع المواتية لإنزال الحلول السياسية الشاملة على أرض الواقع.
تتنافى تلك التحركات مع رغبة التحالف الحوثي الإخواني الساعي لإطالة أمد الصراع ونقل الصراع من الشمال إلى الجنوب، في حين أن الحسم يتجه نحو إلحاق مزيد من الخسائر في صفوف كلا الطرفين لدفعهما نحو السلام.