جريمتان حوثيتان ضد الأطفال توثّق وحشية المليشيات الفظيعة
على مدار سنوات الحرب، يظل الأطفال الرقم الأصعب والمعادلة الأشد قسوة من جرّاء كلفة باهظة لا تضاهيها كلفة، دون أن يُقدم المجتمع الدولي على وضع حد لهذه الكلفة الدامية.
الساعات الماضية كانت شاهدة على جرائم غادرة ارتكبتها المليشيات الحوثية، إحداها في محافظة تعز، عندما أطلق أحد قناصة المليشيات النيران على طفل في حي عصيفرة، فأسقطه قتيلًا.
مصادر محلية كشفت عن استهداف قناص حوثي متمركز في تبة الصبري، الطفل هزاع سلطان (11 عامًا) بعيار ناري، في طريق عودة الضحية إلى منزله.
واستقرت الرصاصة القاتلة، في الجهة اليمنى برأس الطفل القتيل، قبل أنه يلفظ أنفاسه على الفور.
وهناك الكثير من الأطفال الذين راحوا ضحايا للألغام الحوثية، ويؤكّد حقوقيون أنّ الأطفال هم أكثر ضحايا هذه المتفجرات التي زرعتها المليشيات المدعومة من إيران في كل المناطق التي نشطت فيها.
المحافظة نفسها شهدت جريمة حوثية أخرى لا تقل وحشية، وذلك عندما انفجر لغم زرعته المليشيات المدعومة من إيران، في طفل خلال رعيه الأغنام بمديرية مقبنة في الريف الغربي بمحافظة تعز.
مصادر محلية أكَّدت إصابة الطفل وزير ثابت سيف حسن، (13 سنة) بانفجار لغم في قرية الطفيلي، في استمرار لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية.
تضاف الجريمتان إلى سجل حوثي طويل الأمد من الاعتداءات المرعبة التي خلّفت وراءها قائمة طويلة من الضحايا الذين كابدوا عنها الإرهاب الحوثي، وأسيلت دماؤهم وأزهقت أرواحهم دون أي ذنب.
جرائم الحوثي ضد الأطفال تنوعت بين قتل بقذيفة أو لغم أو رصاصة أو مجندين قسرًا في جبهات الموت، أو من ألمت بهم أعباء الحرب القاسية لا سيّما التجويع وتردي الخدمات الصحية والحرمان من أدنى صور الرعاية بمختلف أشكالها.
كما أنّ جرائم الحوثي ضد الأطفال صنعت أجيالًا كبيرة من ذوي الإعاقات، إلى جانب أضرار نفسية هائلة ألمت بهؤلاء الصغار، فضلًا عن تفاقم حالات التشرد بعد إحداث المليشيات أضرارًا لا تُحتمل بالمساكن.
ولم يكن إقدام الأمم المتحدة على إدراج مليشيا الحوثي ضمن اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال كافيًّا لدفع المليشيات للتوقف عن هذه الجرائم والاعتداءات الغادرة ضد الأطفال.
وعلى الرغم من أنّ إدراج المليشيات الحوثية بهذه القائمة كان أمرًا مُحقًا بشكل كبير، إلا أنّه كان من الضروري والحتمي أن يتم اتخاذ إجراءات فعلية وجادة ضد المليشيات المدعومة من إيران، بما يُجبرها على وقف هذه الاعتداءات المروعة.