طي حقبة بن عديو السوداوية.. ماذا تحتاج شبوة لطرق أبواب الأمن والتنمية؟
طوت محافظة شبوة، واحدة ربما من أقسى فترات تاريخها، عقب إقالة المحافظ الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو، إحدى الأذرع التي حاربت الاستقرار والتنمية في شبوة، وصنعت واقعًا إرهابيًّا ورسَّخت واقعًا معيشيًّا بائسًا.
إقالة بن عديو حازت بتقدير شعبي واسع النطاق، لا سيّما بعدما سلّمت المليشيات الإخوانية مديريات بيحان والعين وعسيلان للمليشيات الحوثية بإشراف هذا الرجل الذي كان على رأس السلطة الإخوانية القابضة على أنفاس مواطني شبوة.
ومع إقالة بن عديو، وتعيين الشيخ عوض بن محمد الوزير محافظًا لشبوة، دبّ الأمل في قلوب مواطني المحافظة بأن تنتقل أوضاعها من الانهيار الذي شهدته كل القطاعات إلى ترسيخ حالة من الاستقرار على كل الأصعدة.
وجاءت الحفاوة التي تمّ استقبال بها المحافظ عوض بن محمد الوزير فور وصوله إلى محافظة شبوة حجم التطلعات التي يحملها مواطنو شبوة من أجل إحداث نقلة نوعية في كل قطاعات المحافظات.
فعلى الصعيد الأمني، رسّخت مليشيا الشرعية الإخوانية على مدار الفترات الماضية، حالة من الفوضى الشاملة التي أشعلتها عصابات مسلحة تابعة لها، تمادت في ارتكاب جرائم النهب وفرض الإتاوات والجبايات على المواطنين، إلى جانب السطو على أراضي المواطنين كأحد أبعاد الحرب على الهوية الديمغرافية للجنوب.
الأمن في شبوة يعيش حالة مزرية للغاية، وهذا ناتج عن حجم الإرهاب الذي تفشى هناك، لا سيما بعد تسليم مديريات شبوة للحوثيين، وهو ما ولد ترديا حادا في الأوضاع الأمنية، تكبدت قوات العمالقة جانبا من كلفته في الهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم واستهدف موقعا لتمركز قوات العمالقة في شبوة، بما عكس حجم تفشي الإرهاب هناك.
معيشيًّا، لا يختلف الأمر كثيرًا فالسلطة الإخوانية عملت على إشعال فتيل حرب خدمات واسعة النطاق، تضمنت حرمان المواطنين من أبسط احتياجاتهم المعيشية وتمادت في العمل على إنقاص السلع والدفع نحو ارتفاع أسعارها بشكل لا يُحتمل.
هذا الاستهداف شمل كل القطاعات التي تمس حياة المواطنين بين الصحة أو التعليم أو السلع وغيرها من الاحتياجات التي تمس الواقع المعيشي اليومي للجنوبيين دون استثناء كحرب ممنهجة ومنظمة وشاملة.
كما أن استنزاف ثروات الجنوب لا سيما النفط، كان أحد عناصر الاستهداف الذي شكلته المليشيات الإخوانية على مدار الفترات الماضية، والتي مثّلت خطيرًا للواقع المعيشي للجنوبيين ما كبّد كلفة باهظة وعنيفة تفاقمت على إثرها الأعباء على المواطنين.
وكان الاستهداف العسكري هو الأشد خطورة على محافظة شبوة، وتمثّل ذلك في تسليم مديريات بيحان والعين وعسيلان للمليشيات الحوثية، ضمن حلقات التخادم والتنسيق المشترك بين كل الفصيلين الإرهابيين.
هذا الواقع المتردي الذي عانى من الجنوبيون في محافظة شبوة والذي تفاقم بشكل حاد ومروع في حقبة بن عديو، يتطلع المواطنون للتخلص من أعبائها، وأن تكون مرحلة ما بعد إزاحة بن عديو، بداية حقيقية وفعلية لتنمية شاملة تطرق أبواب شبوة.
وفيما لا يمكن الحديث عن تنمية شاملة قبل تحقيق الأمن، فقد زادت آمال الجنوبيين مع بدء تحركات عسكرية لدحر المليشيات الحوثية من محافظة شبوة وطردها من المديريات التي تسلمتها من مليشيا الشرعية الإخوانية.
وكانت إزاحة بن عديو الخطوة الأهم كونها استبقت العمليات العسكرية لتطهير شبوة من المليشيات الحوثية، الخطوة الأهم باعتبار أنّ النفوذ الإخواني كان سيعرقل أي جهود عسكرية لدحر المليشيات المدعومة من إيران.
لكن في الوقت نفسه، لا يجب أن يُنظر إلى إزاحة "شخص" بن عديو من على رأس السلطة الإخوانية هي الخطوة النهائية، لكن هناك ضرورة ملحة لإزاحة أي نفوذ إخواني من شبوة، باعتبار أنّ إفساح المجال أمام أي حضور إخواني سيكون معرقلًا لجهود محاربة الحوثيين من جانب، إلى جانب إصراره على خنق الجنوبيين معيشيًّا.