اجتماعات صنعاء.. ارتباك إخواني بعد فضيحة التوافق مع الحوثيين
أثارت الصورة التي نشرها القيادي الحوثي المدعو محمد البخيتي، لوجود قيادات إخوانية في صنعاء، ولقائها بقيادات بالمليشيات المدعومة من إيران، ارتباكًا حادًا في المعسكر الإخواني.
التُقطت الصورة في صنعاء، وقد ظهر فيها القياديين الإخوانيين البارز فتحي العزب وعلي جباري، إلى جانب القياديين الحوثيين علي القحوم وصبري الدرواني، وعضو ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي.
البخيتي الذي لم يتوقع على الأرجح أن الأمر سيثير ارتباكًا في معسكر حليفه الإخواني، قال إنّ اللقاء الذي عُقد هذا الأسبوع، لم يكن الأول من نوعه، وأقرّ بأنّ الاجتماعات تُعقد منذ أكثر من ست سنوات، في إشارة إلى استمرار التنسيق بينهما.
الكشف عن الاجتماع الحوثي الإخواني وضع الشرعية الإخوانية على ما يبدو في حرج شديد، وهو ما انعكس على حالة الارتباك التي غطّت تعاملها مع الأمر، بين دفاع شديد وترحيب واسع باللقاء أو محاولة إنكاره من الأساس أو التقليل من جدواه.
فمن جانب، كالت بعض الأبواق الإخوانية المديح بالمليشيات الحوثية الإرهابية، واعتبر نشطاء موالون بحزب الإصلاح أن وجود القيادات والعناصر الإخوانية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بمثابة ضمانة أمان لهم ما يعني حجم التنسيق المشترك والتآخي المشبوه بين كلا الفصيلين الإرهابيين.
على النقيض من ذلك، تحرّكت بعض الأبواق الإخوانية لمحاولة إظهار الخلاف والعداء مع الحوثيين، وهو ما يتناقض في الأساس مع انعقاد الاجتماع في حد ذاته، ففي أكثر بديهيات المنطق إذا كانت الشرعية الإخوانية معادية للحوثيين لما جمعهما كل هذا التوافق والتنسيق سواء السياسي والعسكري.
الارتباك الإخواني الذي تجلّى واضحًا في حجم التناقض في تعامل سياسيي وإعلاميي ونشطاء الشرعية مع المشهد، لعل سببه هو التوقيت في حد ذاته، فعلى الأرجح لم تكن ترغب الشرعية الكشف عن وتيرة تنسيق مع الحوثيين على هذا النحو، في توقيت تتطور فيه الأوضاع العسكرية في محافظة شبوة بشكل ربما يكون غير مسبوق بالنظر إلى تحركات قوات العمالقة لتحرير مديريات بيحان والعين وعسيلان من قبضة المليشيات الحوثية.
التفاهم الحوثي الإخواني في توقيت جاء قبل وقت قليل من هجومين ارتكبتهما المليشيات المدعومة من إيران على قوات العمالقة في محافظة شبوة، وتحديدًا على قصف مطار عتق ثم الهجوم على تمركز قوات العمالقة الجنوبية في معسكر خمومة بمديرية مرخة السفلى.
ولا تريد الشرعية أن تظهر بأنّها الطرف المُحرك للإرهاب الحوثي ضد الجنوب، إذ سعت لفترات طويلة أن تكون عملياتها العدائية من وراء الستار، تفاديًّا للصدام مع التحالف العربي، لكن مؤامراتها تكشفت بشكل كبير ضد الجنوب.
تزامن كل هذه التطورات أربك حسابات الإخوان، لا سيّما أنّ الأمر تواكب معه أيضًا إقالة المدعو محمد صالح بن عديو من منصبه كمحافظ لشبوة، وهو ما مثّل ضربة سياسية ناسفة لحزب الإصلاح، الذي سعى لإحكام قبضته على مفاصل شبوة لأطول فترة ممكنة.