إزاحة مليشيا الشرعية من المنطقة العسكرية.. مطلب جنوبي يحمي منجزات الهبّة الحضرمية
أحدثت الهبة الحضرمية الأخيرة، التي لا تزال قائمة، زخمًا كبيرا في مسار القضية الجنوبية، بعدما تصاعدت مطالبها ولم تقتصر على وقف تهريب النفط، لكنها تحمل مطالب أمة الجنوب قاطبة.
وقف تهريب نفط حضرموت كان العنوان الأبرز للغضب الحضرمي الذي أثار هبّة عصفت بمطامع الشرعية الإخوانية في ثروات الجنوب، لكن الأمر يشمل ما هو أكثر من ذلك إذ يُمثّل إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من مناطق الوادي إحلال قوات النخبة الحضرمية بدلًا عنها.
هذا التمسُّك عبَّر عنه رئيس اللجنة التصعيدية للهبة الحضرمية الثانية الشيخ حسن الجابري، الذي أكّد أنَّ أهدافهم واضحة ولن يخرجوا عنها، وتشمل أهمها خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من مناطق الوادي وإحلال قوات النخبة الحضرمية بدلًا عنها، وتنفيذ اتفاق الرياض، مع بقية المطالب الأخرى.
الشيخ الجابري أكّد استمرارهم في المطالبة بحقوق محافظة حضرموت التي نتجت عن مخرجات حرو العام، مشيرًا في الوقت نفسه إلى الشراكة مع التحالف العربي.
المسار الذي تسلكه الهبة الحضرمية يحمل أهمية بالغة، إذ لا يمكمن التراجع حال تعهد الشرعية بالتوقف عن وقف السطو والاستحواذ على نفط الجنوب، وهذا راجع إلى أنّ الضمانة الأمنية هي العنصر الأهم في هذا المسار الحيوي.
يعني ذلك بوضوح حتمية إزاحة نفوذ المليشيات الإخوانية من وادي حضرموت، وتحديدًا التخلص من شرور وجود قوات المنطقة العسكرية الأولى التي أصبحت أشبه بالعصابات المسلحة بعدما ألحقت الشرعية إليها عناصر إرهابية مشبوهة تخصصت في ارتكاب جرائم إرهابية ضد المواطنين الجنوبيين على صعيد واسع.
وحسنًا فعلت قيادات الهبّة، وهي تقرر منع تصدير نفط حضرموت حتى خروج قوات المنطقة الأولى من وادي حضرموت وإحلال قوات النخبة بدلا عنها، باعتبار أنّ فرض الاستقرار الأمني سيكون الخطوة الأولى في مسار تحقيق الاستقرار في الجنوب بشكل كامل وليس فقط في حضرموت.
إزاحة عناصر المنطقة العسكرية الأولى وإحلال قوات النخبة الحضرمية بدلًا منها يمثّل ضرورة حتمية لضمان غرس بذور الأمن والاستقرار في محافظة حضرموت، ومن ثم ضمان توقف جرائم نهب واستنزاف ثروات الجنوب لا سيّما النفطية.
ويرى محللون أنّ تحقيق هذا الهدف لا يمكن تحقيقه من دون مواصلة رجال الهبّة الحضرمية تلاحمهم، والاستمرار في التعبير عن الغضب بشكل سلمي ومتحضر، لرفع وتيرة الضغط على معسكر الشرعية الإخوانية التي تبدو أنّها تعيش أحلك ظروفها بالنظر إلى حجم الخسائر التي تكبّدتها على مدار الفترات الماضية.
ومثّلت خطوة إزاحة الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو، من منصبه كمحافظ لشبوة، بارقة أمل قوية للجنوبيين بأنّ الضغط على الشرعية يؤتي بثماره ويحقق نتائج فعلية على الأرض، بما ينصب جميعه في خدمة مصالح الجنوبيين وهو ما ينعكس على مسار قضيته العادلة.