إعصار الجنوب.. قوة وشموخ
رأي المشهد العربي
في غضون عشرة أيام فقط، عادت شبوة إلى الجنوبيين بعدما تمكّنت قوات العمالقة الجنوبية من استرداد مديريات بيحان وعسيلان والعين وهي مناطق سلّمتها الشرعية الإخوانية للمليشيات الحوثية قبل أشهر.
جسارة القوات الجنوبية تبعث بالعديد من الرسائل، أولها للشعب نفسه الذي تشكلت لديه قناعة راسخة بأنّ قواته المسلحة قادرة على دحر الإرهاب واستئصال المخاطر والتهديدات الوجودية التي تلاحق القضية الجنوبية.
نجاحات الجنوب العسكرية تبعث برسالة ردع للشرعية الإخوانية، بأن مؤامراتها العدائية التي تستهدف الجنوب شعبًا وجيشًا وقبل ذلك قضية، ستذهب إلى مهب الريح في ظل وجود قوة عسكرية عاتية قادرة على دحر الإرهاب.
ولفترات طويلة، ظلّت الشرعية الإخوانية متوهمة بأنّها ستظل قادرة على ضرب الجنوب إن كان بشكل مباشر، أو عبر استقدام المليشيات الحوثية إلى أراضيه، لكن انتصارات الجنوب تبعث برسالة ردع قوية للمليشيات الإخوانية.
إلى المجتمع الدولي، يبعث الجنوب برسالة واضحة ومباشرة أيضًا بأنه القوة العسكرية القادرة على مكافحة الإرهاب، وهذه الرسالة ينبغي التجاوب معها بمزيد من التقدير لدوره العسكري في هذا الصدد، إلى جانب انخراطه سياسيًّا عبر استراتيجية حكيمة تراعي الحلول السلمية والاستقرار السياسي عبر تغليب لغة الحوار.
التجاوب مع الواقع الذي فرضه الجنوب بفضل قوته العسكرية الشامخة يتوجب ضرورة النظر بأعين متفحصة لواقع الجنوب وقضيته من منظور متكامل، والجانب الأهم في هذا الجانب هو تطلعات شعبه نحو استعادة دولته تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.