ما بعد تحرير شبوة
رأي المشهد العربي
أسقطت النجاحات الميدانية التي حقّقتها قوات العمالقة الجنوبية في محافظة شبوة، الكثير من الأقنعة، بما يستدعي ضرورة إحداث الكثير من التغييرات في مرحلة ما بعد الحرب.
قوات العمالقة في غضون عدة أيام، تمكّنت من استعادة مديريات بيحان وعسيلان والعين، وهي المناطق الثلاث التي سلّمتها الشرعية الإخوانية للمليشيات الحوثية الإرهابية قبل أشهر.
جهود العمالقة رسخت لبنة رئيسية بأن واقع ما بعد تحرير شبوة لن يكون على الأرجح كما سبقها، ولعل العنصر الرئيسي في هذا الإطار هو حجم النفوذ الإخواني، وقد أظهر الوضع الراهن ضرورة تلجيم نفوذ حزب الإصلاح سواء سياسيًّا وعسكريًّا.
نجاحات العمالقة الجنوبية رسّخت قناعة كاملة بأنّ القوات المسلحة الجنوبية هي القوة القاهرة القادرة على مكافحة الإرهاب الحوثي، وهذا يعني أنّ التعويل سيظل منصبًا عليها في إطار أي جهود لمكافحة هذا الإرهاب.
جهود الجنوب في هذا الصدد، لا تمثّل حماية لأراضيه وحسب لكن الأمر يشمل كذلك حماية للمنطقة برمتها من خطر الإرهاب الذي تفاقم من جرّاء الممارسات الحوثية والإخوانية، التي رسّخت حضورًا مخيفًا للتنظيمات الإرهابية في المنطقة.
على الصعيد السياسي، فهناك ضرورة ملحة لأنْ يتم التعاطي بشكل مختلف مع المشهد برمته، فترك الأمور تسير وفقًا للأجندة الإخوانية سيكون أمرًا شديد الخطورة ليس فقط على الجنوب ولكن أيضًا على مستوى المنطقة برمتها.
مصدر هذه التهديدات هو أنّ الشرعية الإخوانية لطالما تعمل على عرقلة أي حلول للحل والاستقرار السياسي أو العسكري وتحديدًا في علاقتها بالجنوب، ويتضح ذلك من حجم الخروقات واسعة النطاق التي ارتكبت تجاه مسار اتفاق الرياض.
فهذا المسار الموقع في نوفمبر 2019، كان الهدف منه تحقيق حالة من الاستقرار السياسي والعسكري بما يساهم في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، لكن خروقات الشرعية المتواصلة لهذا الاتفاق أفشلته بشكل كبير.
النتائج التي أعقبت الإفشال الإخواني للاتفاق إلى جانب التطورات العسكرية الأخيرة في محافظة شبوة تستدعي إحداث تغييرات كبيرة على المشهد، لتلافي إضاعة الكثير من الوقت.
ولا يجب إفساح المجال للمليشيات الإخوانية تسرح وتمرح كما يحلو لها، بما يمثّل أيضًا تهديدًا للأمن القومي في المنطقة برمتها.